أسواق مضطربة .. أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف فائض المعروض وترقب اجتماع “أوبك+” الحاسم

تراجعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي وسط تقلبات في التعاملات، مع ترقب المستثمرين لنتائج اجتماع “أوبك+” المرتقب الأسبوع القادم، حيث تركز الحيثيات على قرارات زيادة الإنتاج وتأثيرها على السوق العالمية. هبط سعر مزيج برنت بنسبة 1.4% ليُغلق عند مستوى 67.02 دولار للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضاً بنسبة 1.7% ليُسوى عند نحو 62 دولاراً للبرميل، مع تعافي جزئي للأسعار بعد تراجع حاد عقب تقارير إعلامية زعمت نية تحالف “أوبك+” رفع الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، وهو ما نفته منظمة أوبك بشكل قاطع عبر حسابها الرسمي على منصة “X”.

أهمية اجتماع أوبك+ وتأثيره على أسعار النفط في السوق العالمية

يجمع اجتماع تحالف “أوبك+” الذي سيُعقد يوم الأحد اهتماماً واسعاً حول مستقبل إنتاج النفط وتوقيت استئناف ضخ الإمدادات، خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إذ تشير التوقعات إلى إمكانية رفع معدلات الإنتاج في نوفمبر، ما سيُعزز عودة الإنتاج المتوقف تدريجياً إلى السوق، على الرغم من تحذيرات بنوك وول ستريت ووكالة الطاقة الدولية بشأن خطر ظهور فائض في المعروض النفطي. استطلعت “بلومبرغ” آراء التجار والمحللين، الذين رجحوا توجه “أوبك+” لزيادة الإنتاج بداية من نوفمبر، متماشياً مع الزيادة المقررة سابقاً والتي تبلغ 137 ألف برميل يومياً، في إطار سعي التحالف لاستعادة حصته السوقية المفقودة نتيجة التباطؤ في الإمدادات.

بدأ تحالف أوبك وحلفاؤه في ضخ 1.66 مليون برميل يومياً من الإمدادات المتوقفة على مراحل شهرية، رغم توقعات كثيرة في قطاع النفط تشير إلى احتمال تراكم فائض وشيك في السوق العالمية بسبب تفاقم العرض.

ضغوط قوية على أسعار النفط في ظل توقعات فائض الإنتاج وأحداث جيوسياسية

تتعرض أسعار النفط لضغوط متزايدة وسط توقعات متشائمة بحدوث فائض غير مسبوق في معروض السوق خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استئناف إنتاج النفط من دول “أوبك+” ومصادر أخرى خارج التحالف، حيث تؤكد وكالة الطاقة الدولية على احتمالية حدوث تخمة قياسية في المعروض العام المقبل، ما قد يثقل كاهل الأسعار ويدفعها للهبوط. سجل إنتاج النفط في الولايات المتحدة ارتفاعاً غير مسبوق بلغ 13.6 مليون برميل يومياً في يوليو، متجاوزاً التوقعات السابقة، مما فاقم الضغوط على السوق.

العوامل الجيوسياسية تضيف مزيداً من التعقيد، إذ اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على خطة من 20 بنداً لوقف الحرب في غزة، لكن تظل احتمالات إحراز تقدم محدوداً بسبب غياب مشاركة مباشرة من حركة حماس، مما يضيف حالة من عدم اليقين على الاستقرار الإقليمي وتأثيره على أسعار النفط.

في هذا السياق، أشار محللو “أي إن جي” بقيادة وارن باترسون إلى أن البيانات واضحة في توجيه رسالة بأن السوق لا يحتاج لمزيد من الإمدادات، متوقعين فائضاً كبيراً في المعروض خلال الربع الرابع من العام الجاري، مع استمرار هذه الحالة حتى عام 2026، ما يعكس حالة التشبع الوشيك التي يعاني منها سوق النفط.

توقعات واستراتيجيات تحالف أوبك+ لمواجهة تحديات فائض العرض في أسواق النفط

يُركز تحالف أوبك+ على إعادة ضخ الإنتاج تدريجياً بخطوات محسوبة لضمان استقرار الأسواق قدر الإمكان وسط مخاوف فائض العرض التي قد تؤدي إلى هبوط الأسعار بشكل حاد، وذلك ضمن خطة تقسم زيادة الإنتاج بين عدة أشهر، لتجنب تفاقم المخاطر المرتبطة بالتخمة. المعطيات تشير إلى أن زيادة الإنتاج المخطط لها لا تتجاوز 500 ألف برميل يومياً رغم التكهنات الإعلامية، بينما يعمل التحالف على استعادة السيطرة على إمدادات النفط العالمية بطريقة مدروسة.

التاريخ زيادة الإنتاج (برميل يومياً) تعليق
أكتوبر 137,000 الإنتاج المقرر سابقاً
نوفمبر 500,000 (متوقع) احتمالية زيادة الإنتاج حسب الاجتماع المرتقب
مراحل شهرية 1,660,000 (مجموع تدريجي) ضخ تدريجي للإمدادات المتوقفة إلى السوق

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.