وشم الريح .. محمود نصر يواصل حصد الجوائز العالمية بإبداعات فريدة

يحقق فيلم “وشم الريح” للنجم السوري محمود نصر نجاحًا متواصلًا في المهرجانات الدولية، حيث نال مؤخرًا الجائزة الكبرى “الشاشة الذهبية” في مهرجان الشاشات السوداء بالكاميرون، مما يعكس بروز الفيلم كعمل سينمائي يلامس قضايا عميقة ويشد الجمهور بطريقة ممتعة.

تحليل فيلم وشم الريح وقصة الهوية والمنفى في سياق البحث عن الذات

يجسد محمود نصر شخصية “ريان”، الشاب السوري الذي يغادر وطنه متجهًا إلى فرنسا، باحثًا عن فرصة جديدة للحياة، فيتمكن هناك من تأسيس فرقة مسرحية تفتح له أفاقًا جديدة، ويلتقي بالمصورة المغربية الفرنسية “صوفيا” (وداد إلما)، التي تحمل هدفًا شخصيًا هو البحث عن والدتها المفقودة. يتشابك مصيرهما في دراما غنية تركز على موضوعات الهوية، المنفى، والصراع الداخلي مع الذات، وهو ما تعكسه دلالة عنوان الفيلم “وشم الريح” التي توحي بأثر التجارب الإنسانية العميقة كما تفعل الريح التي تترك بصمتها على الحجر. يقف وراء هذا العمل الإخراجية المغربية ليلى التريكي، بإنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا، وتم تصويره بين طنجة وبوردو، بمشاركة فنية مميزة تضم نادية النيازي والجيلالي فرحاتي، حيث يستند الفيلم إلى قصة حقيقية تعكس تحديات الهجرة والتنوع الثقافي في العصر الحديث.

دور وتاريخ فيلم وشم الريح في المهرجانات السينمائية العالمية وتألقه المتجدد

انطلق فيلم “وشم الريح” بعرضه الأول في سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين 2024، ومنذ ذلك الحين توالت إنجازاته بالحصول على جوائز مرموقة أهمها جائزة نور الدين الصايل في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، ثم جائزة لجنة التحكيم في مهرجان قازان الدولي بروسيا 2025، ليصل إلى تتويجه الأخير بحصوله على جائزة “الشاشة الذهبية” في مهرجان الشاشات السوداء بالكاميرون، مؤكدًا مكانته كواحد من أبرز الأفلام في الساحة السينمائية الإفريقية والعالمية.

مهرجان الشاشات السوداء في الكاميرون: منصة عرض قضايا السينما الإفريقية وتجربة وشم الريح المميزة

احتضنت العاصمة الكاميرونية ياوندي الدورة الـ29 من مهرجان الشاشات السوداء خلال الفترة بين 20 و27 سبتمبر/أيلول 2025، تحت شعار يركز على تحديات توزيع الأفلام الإفريقية داخل القارة وخارجها، حيث شارك أكثر من 50 فيلمًا طويلًا وقصيرًا من دول متنوعة، بالإضافة إلى ورشات عمل وندوات مخصصة للإنتاج والتوزيع. لاقت الفعاليات إقبالًا جماهيريًا واسعًا، مدعومًا بفتحها المجاني لأبواب المهرجان وأجوائها الاحتفالية التي تضمنت معارض وأنشطة ثقافية مصاحبة، مما جعل فوز “وشم الريح” في هذه البيئة مناسبة بارزة لتعزيز حضوره وتأثيره السينمائي.