وادي العقيق .. موضع مبارك استبشر به أهل المدينة وصلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم

وادي العقيق في المدينة المنورة يحمل قدسية خاصة كونه الموضع الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الرسول بـ”الوادي المبارك” بناءً على الوحي الذي جاءه بصلاته في هذا المكان، مما جعل وادي العقيق مقصدًا روحانيًا وأثريًا يثير اهتمام الزائرين وأهل المدينة.

سر تسمية وادي العقيق وأهميته في الإسلام

يُذكر وادي العقيق في الأحاديث النبوية بشكل واضح، حيث أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاة في هذا الوادي المبارك، في حديث رواه البخاري: (أتاني الليلة آتٍ من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة)، مما رسخ مكانة الوادي وأهمية أدائه في مناسك العمرة والحج. تعني كلمة “العقيق” بحسب وزارة الحج والعمرة الوادي الذي حفره السيل منذ القدم، في إشارة إلى طبيعته الجغرافية التي تنسجم مع الاسم وتبرز قيمة هذا المكان التاريخي والديني.

بداية امتداد وادي العقيق ومساره الجغرافي في المدينة المنورة

يبدأ وادي العقيق من جبل عير في الجهة الغربية للمدينة، مارًا بمنطقة ذي الحليفة، ويتواصل شرقًا حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، قبل أن يتجه شمالًا ثم يلتقي بوادي قناة القادم من الشرق عند منطقة زغابة، متجهاً نحو الشمال الشرقي، حيث يمتد الوادي لمسافة حوالي 6 كيلومترات من المسجد النبوي، مكونًا بذلك مورداً أثريًا هامًا يضم مرافق وخدمات متعددة تدعم الزائرين والمقيمين.

موقع وادي العقيق ضمن مشاريع تطوير المدينة المنورة

تتولى هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة والإدارات المعنية أعمال تأهيل شاملة لوادي العقيق تشمل مناطق تمتد لحوالي 15 كيلومترًا، بداية من ميقات ذي الحليفة في جنوب المدينة وحتى منطقة الجرف في الشمال. وتشمل هذه المشروعات تحسين المشهد الحضري عند مواقع مثل قصر عروة، تقاطع طريق السلام، وميدان الجامعة الإسلامية، بالإضافة إلى المناطق الزراعية بالجرف؛ كما تُركز عملية التطوير على خلق بيئة صديقة ومستدامة تضيف قيمة جمالية وروحية تعكس عراقة وحضارة طيبة الطيبة.