لا زخة شهب مطلع أكتوبر .. لا تأكيد لحدوث زخات من المذنب “سوان R2” ينفي الخبراء توقعات 25H

تُعدّ احتمالية حدوث زخة شهب جديدة بفعل المذنب المكتشف حديثًا C/2025 R2 (SWAN) فرصة فلكية يستعرضها المهتمون بالسماء، غير أن هذه الفرضية ترتكز على توقعات مبدئية لا تدعمها معطيات علمية دقيقة حتى الآن. إذ يوضح المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن وجود المذنب خلال بداية شهر أكتوبر 2025 لا يعني بالضرورة مرور الأرض عبر مسار نواتج ذراته المحترقة، وبالتالي ظهور زخات شهب واضحة في سماء الليل.

تحليل إمكانيات زخة الشهب المرتبطة بالمذنب C/2025 R2 (SWAN) في أكتوبر 2025

تقول المحاكاة الحاسوبية المتطورة إن مدار المذنب لا يقطع المدار الأرضي وإنما يبعد عنه بحوالي 7 ملايين كيلومتر، مما يُبعد احتمالية تسرب بقايا الغبار إلى الغلاف الجوي للأرض ورصد زخات شهب ناتجة عنها؛ إذ تتطلب هذه الظاهرة مرور الأرض مباشرة ضمن سحابة الغبار المتبقية. ويشير أبوزاهرة إلى أن المذنب قد يطلق غازات أكثر من الغبار، مما يقلل من فرص تألق شهب مميزة. كما يضيف أن سلوك المذنبات يتأثر بعدة عوامل مثل تفكك نواتها وتغير سرعة التبخر، ما يعقد من التنبؤات الدقيقة بشأن ظهور زخات الشهب المرتبطة بها.

رصد المذنب C/2025 R2 (SWAN) وتوقعات سطوعه خلال أكتوبر 2025

بينما احتمالات ظهور زخات الشهب تبقى ضعيفة، يسلط أبوزاهرة الضوء على الحدث الفلكي اللافت المتمثل بظهور المذنب سوان R2، الذي يُتوقع أن يصل سطوعه بين منتصف وأواخر أكتوبر إلى مستوى يمكن رؤيته بالعين المجردة من المناطق المظلمة، أو بوضوح من خلال التلسكوبات والمناظير. يبدأ المذنب بالظهور في سماء العالم العربي من أوائل أكتوبر باتجاه الأفق الجنوبي الغربي بعد الغسق، وسيكون ضعيفًا في البداية بسبب انخفاضه، لكنه يزداد تألقًا تدريجيًا مع اقتراب منتصف الشهر.

كيفية متابعة رصد المذنب C/2025 R2 (SWAN) والاستعداد لمشواره في السماء

يوجه أبوزاهرة نصائحه للباحثين عن رصد المذنب باستخدام مواقع مكشوفة في الجهة الغربية بعد غروب الشمس، مع الاستعانة بتطبيقات فلكية لتحديد موقعه الدقيق، بالإضافة إلى منظار 10×50 لتسهيل الرؤية خلال الأيام الأولى. ومع دخول منتصف أكتوبر، يصبح الرصد أسهل ويستمر حتى أواخر الشهر، حيث قد يظهر المذنب كنواة ضبابية صغيرة مع ذيل خافت يمتد في السماء. يمكن أيضًا توثيق مشاهداته بكاميرات رقمية أو تلسكوبات صغيرة إلى متوسطة خلال هذه الفترة.

تتابع الجمعية الفلكية بجدة تحديثات الحسابات المدارية باستمرار لضبط التوقعات مع ظهور بيانات جديدة؛ فجميع التنبؤات قابلة للتعديل مع التطورات العلمية. يتيح ظهور المذنب فرصة استثنائية للتعرف على حركة الأجرام السماوية والتفاعل مع الظواهر الفلكية التي تعكس جمال الكون وديناميكيته، ما يشجع على تعزيز الاهتمام بالعلوم الفلكية بين الشرائح المختلفة من المجتمع.