قفزة غير مسبوقة.. أسعار الذهب ترتفع 22 دولارًا وتحقق مستويات تاريخية غير متوقعة

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الإثنين 29 سبتمبر/أيلول (2025) بقوة، متحدية مستويات قياسيةً جديدة بتجاوزها حاجز 3800 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأميركي وتصاعد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية في الفترات القادمة. يتزامن هذا الارتفاع مع بيانات تضخم أميركية عززت آمال الأسواق في إجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال أكتوبر وديسمبر 2025، ما زاد من جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

تطورات أسعار الذهب اليوم وارتفاع العقود الآجلة

سجلت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا لافتًا، إذ وصلت عقود الذهب الآجلة لتسليم ديسمبر/كانون الأول إلى 3831.90 دولارًا للأونصة بنمو 0.6% عند الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة في واشنطن، بينما ارتفعت أسعار تداول الذهب الفوري بنسبة 1.1% لتسجل 3801.88 دولارًا للأونصة. وشهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملموسة، حيث ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 2.4% إلى 47.08 دولارًا، وبلغ البلاتين الفوري 1622.04 دولارًا بزيادة 3.4%، كما صعد البلاديوم الفوري بنسبة 2.2% إلى 1297.67 دولارًا. في المقابل، انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسة بنسبة 0.22% إلى 97.62 نقطة، مما ساعد على تخفيف تكلفة الذهب على المستثمرين حاملي العملات الأخرى.

العوامل المؤثرة في تحليل أسعار الذهب والتوقعات المستقبلية

تتأثر أسعار الذهب اليوم بشكل قوي بانخفاض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2%، ما يجعل المعدن النفيس أكثر جذبًا للاستثمار من قبل أصحاب العملات الأجنبية؛ إذ يبدي المستثمرون تفاؤلًا بشأن خفض سعر الفائدة في أكتوبر وديسمبر القادمين. وفقًا للمحلل كايل رودا في منصة “كابيتال دوت كوم”، فإن بيانات التضخم الأخيرة دعمت توقعات التخفيضات المرتقبة مما عزز من الزخم الصعودي للذهب، لكنه حذر من المخاطر المحتملة لاستدامة المكاسب بسبب الحجم الكبير للمراكز الشرائية. وفق أداة “سي إم إي فيدووتش”، هناك احتمالية 90% لخفض الفائدة في أكتوبر و65% لخفض إضافي في ديسمبر، مما يضيف دعمًا أساسيًا للمعدن النفيس. كما أظهرت بيانات من “إس بي دي آر غولد ترست”، أكبر صندوق مؤشر مدعوم بالذهب عالميًا، زيادة حيازات الذهب من 996.85 طن إلى 1005.72 طن خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر، مما يشير إلى تدفقات استثمارية قوية لمعدن الذهب.

تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية على أسعار الذهب في السوق العالمية

تُعد أسعار الذهب من أكبر المستفيدين عند ضعف الدولار وتراجع أسعار الفائدة، إذ يرتفع الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع تزايد المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. يراقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات اقتصادية أميركية حساسة تشمل تقرير الوظائف غير الزراعية، ومؤشرات التصنيع والتوظيف في القطاع الخاص، لتشكيل صورة أوضح عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المقبلة. وجود مزيج من ضعف العملة الأميركية والقلق السياسي العالمي يسمح بزيادة الإقبال على الذهب وتسجيله مستويات قياسية جديدة، ما يعزز مكانته كأصل دفاعي مفضل في أوقات عدم الاستقرار. هذا التوجه يعكس استمرار جذب الذهب لمجموعات الاستثمار الباحثة عن حفظ القيمة وسط تقلبات الأسواق المالية.