سبيس إكس ترتقي بالتقنية .. إطلاق مهمة NROL-48 لتعزيز بنية الأقمار الصناعية المتعددة

انطلقت مهمة NROL-48 بنجاح، حيث تمكنت شركة سبيس إكس من تعزيز القدرات الفضائية الأميركية ضمن برنامج المكتب الوطني للاستطلاع الذي يعتمد على نشر أقمار اصطناعية صغيرة متعددة في المدار لتوفير مراقبة فضائية أكثر مرونة وسرعة في الاستجابة. اعتمدت المهمة على صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرج في كاليفورنيا، بهدف توزيع أقمار اصطناعية أصغر وأرخص تكلفة تحقق تغطية واسعة وبيانات استخباراتية أسرع.

تطور نظام المراقبة الفضائية بواسطة أقمار اصطناعية صغيرة

برنامج المكتب الوطني للاستطلاع المعروف باسم “البنية المتعددة” أو Proliferated Architecture يهدف إلى تطوير نظام مراقبة فضائية يعتمد على نشر أعداد كبيرة من الأقمار الصغيرة منخفضة التكلفة في مدارات متنوعة، بدلاً من اعتماد الأقمار الضخمة التي تكون محدودة العدد والثمن، هذا الأسلوب يساهم في زيادة تردد المراقبة وتوسيع نطاق التغطية بشكل كبير، إضافة إلى تقليل الوقت اللازم لجمع البيانات وتحليلها، الأمر الذي يعزز من كفاءة الاستجابة لمتطلبات الدفاع والاستخبارات من خلال نظام أكثر مرونة وموثوقية.

برنامج ستارشيلد وتطوير الأقمار الاصطناعية العسكرية والاتصالات

تشكل المهمة NROL-48 جزءاً من برنامج “ستارشيلد” الذي يستند إلى تكنولوجيا أقمار ستارلينك التجارية التابعة لشركة سبيس إكس، مع تعديلات خاصة لدمج مستشعرات متقدمة ومعدات اتصالات متخصصة تفي بالأغراض العسكرية والاستخباراتية، هذه التقنية تمكن من الاستفادة من البنية التحتية التجارية وتكييفها لدعم مهام المراقبة والدفاع مع الحفاظ على التكاليف والمرونة العالية، مما يوفر للقوات الأميركية معلومات دقيقة في الوقت المناسب لدعم العمليات الأمنية والاستخباراتية.

النجاحات التقنية والاستراتيجية لانطلاق مهمة NROL-48

نفذت مهمة NROL-48 الإطلاق الحادي عشر لهذا البرنامج منذ انطلاقه في مايو 2024، عبر صاروخ Falcon 9 Booster B108 الذي تمكن من الهبوط الناجح للمرة الثامنة عشرة على منصة برية في قاعدة فاندنبرغ بدلاً من الحمولات السابقة التي استهدفت الهبوط على منصات عائمة في البحر؛ هذا يشير إلى احتمال أن تكون حمولة المهمة أخف وزناً، وتعكس امكانيات عالية في استعادة الصاروخ لاستخدامه مستقبلاً، ويبني هذا التوجه الاستراتيجي قدرة بنية فضائية متماسكة وقوية تتحمل التهديدات المحتملة، خاصة هجمات تعطيل أو تدمير الأقمار، مع ضمان وصول البيانات بسرعة فائقة إلى الجهات المعنية بالدفاع والاستخبارات.