برواس حسين.. نضج فني وتعليمات من السرطان لأحلام ومروان خوري تعزز نجاحاته
نجحت الفنانة الكردية بروَاس حسين في بناء قاعدة جماهيرية واسعة بفضل صوتها الدافئ وحضورها اللافت الذي جذب الجمهور منذ مشاركتها الأولى في برنامج “آراب أيدول” لاكتشاف المواهب، حيث أثرت تجربتها الإنسانية والفنية التي خاضتها بعد انتصارها على مرض السرطان، مما ساعدها على تعزيز مكانتها وترسيخ هويتها الفنية بين عشاق الموسيقى العربية والكردية.
برواس حسين وتحديات استثمار نجاح “آراب أيدول” في مسيرتها الفنية
منذ ظهوري في برنامج “آراب أيدول”، تغيّرتُ بشكل كبير على المستوى الفني، فقد نضجت في اختياراتي للأعمال التي أقدمها، وأصبحت أدرس خطواتي بدقة أكبر لأعبر عن هويتي الفنية الحقيقية بشكل أعمق؛ لكن رغم الشهرة التي اكتسبتها، لم أستثمر نجاحي في “آراب أيدول” بالشكل الأمثل، وذلك بسبب غياب شركات الإنتاج التي كانت ستدعم مسيرتي بشكل فعلي، مما اضطرني للاعتماد كليًا على جهودي الشخصية وإنتاجي الذاتي وهذا لم يكن سهلاً، لكنه منحني قوة واستقلالية في مواجهة التحديات.
أكبر التحديات التي واجهتني كانت تحمل المسؤوليات المالية والإدارية والفنية بنفسي، إذ إن إنتاج الأعمال بشكل مستقل أكسبني صبرًا وحرية أكبر في التعبير الفني بعيدا عن القيود التقليدية؛ أما عن تحقيق الأحلام فلم أصل إلى كل ما أتمناه بعد، فنجاحاتي الحالية مهمة لكنها ما تزال تضيق بمستوى طموحاتي التي أؤمن بأن المستقبل يحمل لي فرصًا كبيرة لتحقيقها.
تحويل تجربة مرض السرطان لطاقة إيجابية تلامس مسيرة برواس حسين
تجربتي مع مرض السرطان كانت مرحلة مفصلية علمتني أولويات جديدة؛ أدركت أن الصحة هي الأساس في الحياة، وأصبحت أعتني بنفسي وعائلتي أكثر، كما تعلمت الصبر وتحملت التحديات التي جعلتني أنظر للحياة بمنظور مختلف وأكثر عمقًا؛ بعد تعافيّ تغيّرت نظرتي ليس فقط للفن أو الحياة، بل أصبحت أعيش اللحظة وأستمتع بها وأُقدر التفاصيل البسيطة التي كنت أغفلها سابقًا.
الإيمان كان عنصر القوة الأساسي في تقبل الألم وتحويله لطاقة إيجابية تُغذي المشوار الفني، مستندة إلى الآية القرآنية “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، مما حفزني على تحقيق أهداف متعددة وتخطي الصعاب؛ خلال تلك المرحلة اكتشفت وفاء بعض الأشخاص وتراجع البعض الآخر، وهو أمر مؤلم لكنه كشف لي حقيقة من يستحق مكانة في حياتي.
بعد العلاج، شعرت بطاقة كبيرة دفعني للعودة بقوة إلى جمهوري من خلال إحياء حفلات قوية وإصدار أغاني جديدة بالكردية والعربية، كما وضعت استراتيجية أكثر وعيًا لإدارة مشاريعي مع الحفاظ على توازن بين حياتي الشخصية وفني، متمسكة بقيمة النوعية على الكمية في أعمالي القادمة.
برواس حسين: العائلة والفن في توازن دائم مع الإصرار على دمج الموسيقى العربية والكردية
الموازنة بين كوني فنانة ناجحة وأم حريصة على مستقبل ابنتيّ ليست سهلة، لكني أؤمن بأني أقدم لهما كل اهتمامي ووقتي مع الاستمرار في تطوير مسيرتي؛ تعلمي للغة العربية كان مبنيًا على شغفي بالموسيقى العربية الكلاسيكية مثل أعمال فيروز وأم كلثوم التي ألهمتني للتواصل عاطفيًّا عبر كلمات أغانيها، وبدأت بتعلم العربية عبر الأغاني والمحادثة مع صديقات عربيات لتطوير المهارات اللغوية.
أحلم بتقديم ألبوم يجمع بين أغاني الكردية والعربية ليعكس التنوع الثقافي والإنساني ويصل رسالة فنية متميزة تلقى صدى بين الجمهور، كما أن علاقاتي الطيبة مع فنانين عرب مثل الفنانة أحلام والموسيقي مروان خوري تدعم طموحاتي في التوسع مهنيًا؛ مشاركتي في برنامج “طرب” مع مروان خوري ونشر الأغاني التي قدمناها معًا كانت محطة مهمة ومصدر دافع للازدهار الفني المستمر.
الأغاني الخالدة لأم كلثوم وفيروز تبقى مصدر إلهامي الأكبر، كما أنني أتابع أعمال العديد من الممثلات العربيات الموهوبات، إذ أقدّر الموهبة والتنوع في كل شخصية فنية.
من ناحية أخرى، أحترم تمامًا اختيار ابنتيّ بعدم التوجه للفن، فنجاح الإنسان الحقيقي يكمن في اتباع شغفه الخاص أينما كان؛ أستمر بقوتي التي جاءت من محبة الناس ودعمهم، وأعمل على تحقيق أهداف فنية وإنسانية تتضمن إطلاق أعمال وموسيقى متنوعة، وتنظيم جولات فنية تمس الجاليتين العربية والكردية في الخارج.
العنصر | التجربة الفنية | التجربة الإنسانية |
---|---|---|
التحولات الشخصية | نضج واختيار دقيق للأعمال | اكتساب صبر ورؤية جديدة للحياة |
التحديات | اعتماد على النفس في الإنتاج | مواجهة مرض السرطان وعلاقة العلاقات |
إنجازات | إصدار أغاني وحفلات ناجحة عقب الشفاء | تحويل الألم إلى طاقة إيجابية مستمرة |
الطموحات | ألبوم متنوع وعروض دولية | توازن بين الفن والحياة العائلية |