الذهب يقفز في مصر والعالم مع تصاعد التوترات الاقتصادية
شهد الذهب في مصر والعالم ارتفاعات غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة وسط اضطرابات اقتصادية عالمية متزايدة، حيث سجلت أسعار الذهب في السوق المحلي قفزات قياسية دفعت المستثمرين إلى التوجه نحو المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا وسط حالة عدم الاستقرار، متأثرًا بارتفاع الأسعار العالمية وتنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
قفزات أسعار الذهب في السوق المحلي المصري وأثرها
شهد جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث انطلق من سعر 4970 جنيهًا، ووصل إلى مستوى قياسي عند 5100 جنيه، قبل أن يغلق عند 5075 جنيهًا، ما يعكس مكاسب تجاوزت 2.1% أو 105 جنيهات للجرام، وفقًا لبيانات منصة «آي صاغة» الخاصة بتداول الذهب والمجوهرات في مصر؛ بينما سجل عيار 24 نحو 5800 جنيه، وعيار 18 وصل إلى 4350 جنيهًا، في حين وصل سعر عيار 14 إلى 3384 جنيهًا، وبلغ سعر الجنيه الذهب 40600 جنيه. تشير التقديرات إلى أن نهاية سبتمبر قد تشهد مكاسب شهرية تقارب 385 جنيهًا للجرام، أي ما يعادل زيادة بنحو 11%، ما يُبرز أهمية هذه القفزات في سعر الذهب في مصر وتأثيرها على المستثمرين المحليين وقطاع الذهب في البلاد.
أسعار الذهب العالمي: مستويات تاريخية ومعطيات تدعم الارتفاع
بالانتقال إلى الأسواق العالمية، سجلت أسعار الأوقية ارتفاعًا تجاوز 75 دولارًا خلال أسبوع واحد، لتبلغ ذروتها عند 3791 دولارًا في 23 سبتمبر، وتغلق عند 3760 دولارًا، كما ارتفع الذهب العالمي بنسبة 43% منذ بداية العام، في أقوى أداء تسجله السوق منذ عام 1979، ما يعكس قوة الطلب على الذهب كأصل آمن خلال الأوقات المضطربة؛ وحسب تقارير بنك أوف أمريكا، شهدت صناديق الذهب تدفقات مالية قياسية بلغت 5.6 مليارات دولار في أسبوع واحد، و17.6 مليار دولار خلال أربعة أسابيع، حيث حقق صندوق SPDR Gold Shares (GLD) أكبر تدفق يومي في تاريخه بتجاوز 18 طنًا من المعدن، وهو مؤشر واضح على عودة ثقة المستثمرين وقوة الطلب على الذهب عالميًا.
العوامل المؤثرة في صعود الذهب محليًا وعالميًا
هناك عدة عوامل رئيسية تسهم حاليًا في دفع أسعار الذهب للارتفاع، منها تصاعد مستويات الديون السيادية على نطاق واسع، وضعف متوقع في قيمة الدولار الأمريكي بسبب المشاكل الاقتصادية والسياسية؛ هذا إلى جانب توجه البنوك المركزية لكبح التضخم من خلال خفض أسعار الفائدة، وشراء كميات كبيرة من الذهب، لا سيما من قبل بنك الشعب الصيني، فضلًا عن استمرار التوترات الجغرافية السياسية العالمية التي تعزز من الطلب على المعدن كملاذ آمن.
- تصاعد الديون السيادية عالميًا يزيد الضغوط الاقتصادية
- ضعف محتمل في أداء الدولار يعزز جاذبية الذهب
- توجه البنوك المركزية لتخفيض الفائدة يدعم الاستثمارات في الذهب
- شراء البنوك المركزية كميات كبيرة، خصوصًا بنك الشعب الصيني
- استمرار التوترات الجيوسياسية يزيد من الطلب على الأصول الآمنة
تدعم بيانات وزارة التجارة الأمريكية توجه خفض الفائدة، حيث سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأساسي 2.9% والمؤشر العام 2.7% في أغسطس، مما يعزز فرص خفض سعر الفائدة، كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 55.1 نقطة مع انخفاض توقعات التضخم؛ ومع تسعير الأسواق لاحتمالية 88% لخفض الفائدة في أكتوبر، و65% لخفض إضافي في ديسمبر، يزداد زخم الطلب على الذهب عالميًا.
إلى جانب الذهب، شهدت الفضة ارتفاعات ملحوظة تخطت مستوياتها منذ 14 عامًا، متجاوزة 46 دولارًا للأوقية، مع زيادة الطلب الصناعي التي رفعت قيمتها بأكثر من 7% خلال الأسبوع الأخير؛ أما البلاتين، فقد قفز بنسبة 71% منذ بداية العام، مدعومًا بنقص الإمدادات من جنوب إفريقيا وتزايد الطلب العالمي.
يشكل الذهب اليوم حجر الزاوية في المشهد الاستثماري، حيث يجذب المستثمرين في مصر والعالم بفضل الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتوقعات المستقبلية، ليظل المعدن الأصفر الخيار الأول للاستثمار وسط الضبابية الاقتصادية المتزايدة وتغير سياسات الفائدة.