الذهب يرتفع إلى مستويات قياسية.. وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة ومخاوف من إغلاق الحكومة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب يوم الاثنين إلى مستوى قياسي جديد متجاوزة 3,800 دولار للأوقية لأول مرة، نتيجة توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، ومخاطر إغلاق حكومي محتمل، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، مع تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2%، مما جعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أقل تكلفة للمشترين خارج الولايات المتحدة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات خفض الفائدة الأميركية وتأثيرها على السوق

ارتفعت أسعار الذهب بفعل عدة عوامل مجتمعة؛ أبرزها توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي عززته بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي المتوافقة مع التوقعات، ما رفع ثقة الأسواق بأن خفض الفائدة سيحدث في اجتماعات أكتوبر وديسمبر، وتأتي هذه الظروف في ظل أجواء الضبابية الاقتصادية والقلق من إغلاق حكومي ما يدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة كالذهب، الذي سجل ارتفاعاً يزيد على 43% منذ بداية العام، ويُعد الاستثمار في الذهب استراتيجية لتجنب المخاطر الاقتصادية، خاصة عند انخفاض عوائد الفائدة التي تقلل من تكلفة حمل المعدن النفيس.

مخاطر الإغلاق الحكومي الأميركي وتأثيرها على أسعار الذهب والأسواق المالية

يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قيادات بارزة من الحزبين في الكونغرس للتفاوض بشأن تمديد تمويل الحكومة، وسط تحذيرات متزايدة من احتمال إغلاق حكومي يوم الأربعاء في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ويؤثر هذا الوضع على ارتفاع أسعار الذهب باعتباره ملاذاً مالياً آمناً في أوقات عدم اليقين السياسي، ويرى المستثمرون في الذهب ملاذاً يقلل من المخاطر المرتبطة بهذه الأزمات، ويزداد الطلب على المعدن حين تتعثر الاستقرار المالي والسياسي، وهو ما يدفع الأسعار للصعود ويتفاعل معه الدولار الأميركي بانخفاض نسبي مقابل سلة العملات، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الدوليين.

تطورات المعادن الثمينة والشركات الكبرى وتأثيرها على مستقبل الذهب

شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات ملحوظة، حيث صعدت الفضة الفورية بنسبة 1.9% إلى 46.85 دولار للأوقية، وهو أعلى سعر لها منذ أكثر من 14 عاماً، كما ارتفع البلاتين 1.5% إلى 1,592.65 دولار مسجلاً مستوى قياسياً خلال 12 عاماً، في حين انخفض البلاديوم 1.1% إلى 1,255.61 دولار، وفي سياق متصل أعلنت شركة نيوماونت، أكبر منتج للذهب عالمياً، أن رئيسها التنفيذي توم بالمر سيتقاعد بنهاية العام بعد قيادة الشركة لأكثر من عقد، بينما استقال رئيس شركة باريك مارك بريستو في الوقت ذاته، وتشير هذه التغييرات إلى تحولات مهمة في إدارة أكبر عمالقة إنتاج الذهب، والتي قد تؤثر على استراتيجيات الإنتاج والأسواق خلال الفترة القادمة.