الآن دور فلسطينيي سوريا.. وتصريحات نتنياهو تثير الجدل وسط صمت الإعلام
خرجت تظاهرة في سوق الحميدية بدمشق تضامناً مع غزة، حيث كان الأمن العام السوري قد أُبلِغ بها مسبقًا، وشهدت تظاهرات تخللتها هتافات انتقلت بين المدح لليمن والانتقاد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وزارة الداخلية السورية قامت باعتقال بعض المشاركين الذين أطلقوا هتافات مسيئة للرئيس المصري، ثم أطلقت سراحهم بعد أن تعهدوا بعدم تكرار هذه الهتافات أو الإساءات للرؤساء والملوك، وفقًا للمصادر الإعلامية. على المستوى الرسمي، لم تتجاوز المسألة هذا الحد، إلا أن بعض الإعلاميين المصريين أشعلوا الموقف بتوجيه الاتهامات إلى سوريا على خلفية التظاهرة، معربين عن استغرابهم من عدم توجيه الاحتجاجات تجاه الاحتلال الإسرائيلي للجولان وقصفه لمواقع سورية.
هذه التظاهرة في دمشق أثارت موجة من التضامن مع مصر ورفض الإساءة إليها، كما شهدت ردود فعل متباينة بين السوريين، حيث دعا معارضون للحكومة السورية السلطات المصرية إلى ترحيل السوريين، متهمين بعض المشاركين في التظاهرة بتمثيل فلول النظام السوري، رغم أن السلطات لم توجه لهم أي اتهام رسمي من هذا النوع. الهجوم طال أيضًا فلسطينيي سوريا بصفتهم أجانب، بسبب مشاركة فلسطينيين منهم في التظاهرة وحملهم الشعارات الرئيسية فيها. ولا تختلف هذه الظاهرة عن الواقع في الاحتجاجات حول العالم، حيث يمكن أن تخرج بعض الشعارات أو الفعاليات عن السياقات الرسمية المفروضة، كما حدث سابقًا في بعض مراحل الثورة السورية، ولا يمكن إرضاء كافة الأطراف جميعًا في المظاهرات.
عندما يطالب إعلاميون مصريون بمعاقبة أو منع هذه الهتافات من خارج حدودهم، يبقى السؤال عما إذا كانت الحكومة المصرية قادرة على كتم الاحتجاجات المعارضة لها داخل أراضيها، خصوصاً تلك التي تطالب بفتح معبر رفح مع غزة.
تأثير التظاهرات وأبعادها في سوريا وموقف الإعلام المصري من هتافات دعم غزة
تحتل تظاهرة سوق الحميدية موقفًا مهمًا يجسد الانقسامات والتوترات السياسية في المنطقة، فتلك الهتافات التي أُطلقت تضامناً مع غزة امتزجت بخطاب سياسي شامل، اشتمل على انتقادات حادة للرئيس المصري، ما دفع وزارة الداخلية السورية للتدخل وفرض رقابة محدودة على المشاركين. وسائل الإعلام المصرية لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى تصوير التظاهرة على أنها توجيه عدائي رسمي من سوريا ضد مصر، متجاهلة الوقائع التي أظهرت أن السلطات السورية نفسها لم تسمح لأي تجاوزات بالتفاقم، مما يدل على تعقيدات المشهد السياسي والإعلامي في هذه القضية. هذا يعكس كيف تتشابك السياسة المحلية والإقليمية مع ردود الأفعال الشعبية، في وقت يزداد فيه الانقسام والتوتر بين القوى المتصارعة.
مكبرات الصوت كأدوات للحرب النفسية في غزة وسلوك نتنياهو الداعم لذلك
في واقع الحرب والمأساة التي تعانيها غزة، يلجأ نتنياهو إلى أساليب بدت للعالم مشابهة لما كان يستخدمه النظام النازي، عبر نشر مكبرات صوت ضخمة على شاحنات عسكرية داخل القطاع لتبث خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يرمز إلى محاولة لزرع الخوف والترويع بين السكان المحاصرين، الذين هم في حالة إنسانية صعبة ويكافحون من أجل البقاء. هذه الوسيلة ليست مجرد تقنية، بل حرب نفسية تهدف إلى تحقيق السيطرة الذهنية، وهو أسلوب استخدمه الزعماء الديكتاتوريون في التاريخ لتعزيز هيمنتهم ونفوذهم. الصحافة العبرية نفسها عرفت هذا الأمر بالتشبيه النازي أو الكوري الشمالي، في حين أن المشهد داخل الأمم المتحدة شهد تراجع الأمم عن الاستماع لخطاب نتنياهو، وكأنه مشهد رمزي لسقوط مشروع الإبراز الكاريزمي الذي حاول فرضه.
التوترات الإقليمية والمشهد الإعلامي حول خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة
يحاول نتنياهو، بكيانه السياسي والاجتماعي، مواصلة تصوير نفسه على أنه القوى العظمى التي ترهب حتى خصومها، مستعينًا بوسائل الإعلام والدعاية، لكنه يواجه تراجعًا واضحًا على المستوى الدولي، فالجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت انفضاضًا بعد دخوله القاعة، ويبدو أن خطاباته لم تعد تجد آذانًا صاغية حتى من حلفائه. هذا المشهد ينعكس على احتجاجات الإسرائيليين الذين رفعوا صور مكبرات الصوت في مظاهراتهم، في إشارة للحاجة إلى سماع الحقيقة، لا خطاب دعاية يواصل الكذب والتضليل مدة تقارب العامين. وتجاوز نتنياهو كل الخطوط المألوفة ليثير استياء حتى من عدد من أبرز حلفائه، مما يضعه في موقف صعب وسط تصاعد الأزمة الإنسانية والسياسية في غزة.
العنصر | الصفة |
---|---|
تظاهرات سوق الحميدية | تضامن وغناء وهتافات سياسية مختلطة |
رد فعل السلطات السورية | اعتقالات مؤقتة وتعهدات بعدم الإساءة |
موقف الإعلام المصري | تصعيد واتهامات مبالغ فيها |
تكتيكات نتنياهو | حرب نفسية بمكبرات الصوت داخل غزة |
ردود الفعل الدولية والمحلية في إسرائيل | انفضاض الجمعية العامة واحتجاجات داخلية |