الخلافات الأسبوعية.. أبرز ما “قتل” التفاعل وغيّر المشهد بشكل درامي
تتزايد أحداث العنف التي تنجم عن الخلافات الزوجية حتى تصل إلى حالات مأساوية، مما يدفعنا للتساؤل عن عدم تطبيق القاعدة الشرعية الواضحة في التعامل مع النزاعات بين الزوجين، والمتمثلة في قول الله تعالى في سورة البقرة: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”؛ فما يدعو إلى العجب أن نترك الخلافات تصل إلى حد يكون فيه الطلاق هو الحل الوحيد المتاح، متجاهلين أن في شرعنا أسلوب التدرج لحل المشكلات والحفاظ على كيان الأسرة.
تأثير الخلافات الزوجية على العنف والأسرة في ضوء القاعدة الشرعية
القاعدة الشرعية التي تحث على الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان تمثل الطريق الأمثل لتفادي التصعيد الخطير في العلاقة بين الزوجين، لكن في الواقع كثيراً ما تتحول الخلافات الزوجية إلى مآسي مؤلمة؛ لا تقتصر على الطرفين إنما تلحق الضرر بالأبناء أيضاً. فقد شهدت الحوادث المروعة مثل سمّ زوجة الأب لأطفالها بسبب الغيرة، أو قتل الأب لأطفاله والاعتداء على زوجته، دليلاً على اختلال التوازن الأسري. وهذا الواقع المؤلم يعكس حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية تعامل الأزواج مع المشكلات، والتمسك بما أمر به الشرع الكريم، لحماية الأسرة من الانهيار.
الاعتراف بالجريمة ودوافع النساء في قضايا قتل الأزواج: قراءة من داخل السجون
تظهر القصص الواقعية داخل سجون النساء، كيف تختلف دوافع النساء المتهمات في قضايا قتل أزواجهن عن غيرهن من المجرمات، حيث كان الاعتراف سائداً عند هؤلاء، رغم الأحكام القاسية التي تعرضوا لها. امرأة ريفية بساطة أعربت عن ارتياحها بعد قتل زوجها الذي كان يضربها ويهينها، وأشارت إلى عجزها عن اللجوء إلى أسرتها التي كانت ترفض استقبالها. وفي حالة أخرى، عانت امرأة من سوء المعاملة العلنية من زوجها ولم تجد غير السم حلاً لها، مع استمرار اهتمامها بأطفالها لكنها لم تحتمل الظلم والهوان. هذه الحكايات توضح أن تراكم الخلافات وعدم توفر الدعم الأسري وغياب الحلول السلمية يفتح المجال لانفجار مآسي قاتلة ويؤكد ضرورة توفير بيئة أسرية سليمة.
كيف يمكن تطبيق القاعدة الشرعية لخفض منسوب العنف في الخلافات الزوجية؟
تُبرز قصص الخلافات الزوجية المتكررة مضاعفاتها الخطيرة التي تؤثر على الزوجين وأبنائهما والأهل، حيث غالباً ما تزيد تدخلات الأهل وزيادة التوتر من حدة المشكلات، بدلاً من حلها. وكثيراً ما تنصح الأهل الزوجة بعدم الإقدام على “خراب البيت” دون فهم الأسباب الحقيقية وراء استمرار الخلاف، مما يجعل المشاعر تتصاعد وتتحول إلى عنف مفرط. لذا، يجب على الزوجين أن يستوعبا القاعدة الشرعية “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”، باعتبار الطلاق الحل الأرحم والأسلم عوضاً عن العنف والقتل، لتجنب الندم الذي قد يرافق اتخاذ قرارات متهورة تصيب الجميع بالألم.
- فهم مشاعر الطرفين وتوفير دعم أسري حقيقي يحد من تصاعد التوتر
- التمسك بالحلول الشرعية والاعتماد على الحوار والوساطة بدلاً من العنف
- توعية المجتمع بضرورة قبول الطلاق كحل شفاف وليس معيباً
- تجنب الإساءة أو الإهانة التي تزيد من حدة المشكلات
- الحرص على حماية الأطفال وضمان سلامتهم النفسية والجسدية
يبقى العنف الزوجي ظاهرة تهدد النسيج الأسري وأمان المجتمع، ولكل من يعيش هذه المعاناة أو يعرف حالة مشابهة أن يتذكر دائماً أن الحل يكمن في احترام القيم الشرعية التي تقرّب القلوب، وتجعل من “الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان” ضرورة ملحة لا بد أن تتكرر على ألسنة الجميع، قبل فوات الأوان.