تراجع مفاجئ .. الدولار يهبط أمام الين بعد صدور بيانات توظيف أمريكية صادمة
شهد الدولار الأمريكي هبوطًا واضحًا أمام الين الياباني نتيجة مراجعة صادمة لبيانات التوظيف الأمريكية التي كشفت عن انخفاض كبير في عدد الوظائف الجديدة ضمن الاقتصاد الأمريكي بين أبريل 2024 ومارس 2025، ما يعكس ضعفًا غير متوقع في سوق العمل الأمريكي.
تراجع الدولار أمام الين مع صدور بيانات التوظيف الأمريكية المفاجئة
أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل انخفاضًا حادًا في تقديرات الوظائف المضافة مقارنة بالأرقام السابقة، حيث تم تقليلها بنحو 911 ألف وظيفة؛ وهو رقم يتجاوز التوقعات التي أشارت إلى تراجع يتراوح بين 400 ألف ومليون وظيفة، ما أثار قلق المستثمرين بشأن صحة سوق العمل الأمريكي. كما تم تعديل بيانات العام السابق بتنقيص إضافي بلغ 598 ألف وظيفة. هذا التصحيح الكبير عزز المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما أدى إلى هبوط الدولار أمام الين بنسبة 0.17% ليصل إلى مستوى 147.25 ين، مع تقليص مكاسب مؤشر الدولار إلى ارتفاع طفيف عند 97.59 نقطة.
تأثير بيانات التوظيف على السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة الأمريكية
يرى محللون أن هذه البيانات القوية تؤثر بشكل مباشر على توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث باتت التوقعات تتجه بقوة نحو خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة وسط استمرار ضعف سوق العمل. وتشير أداة “فيد ووتش” إلى احتمال متزايد لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، في ظل المؤشرات الاقتصادية التي تبرز الضغط على سوق العمل. هذه التغيرات تعكس الحاجة الملحة لإعادة تقييم السياسات النقدية للحد من تأثير تباطؤ التوظيف على الاقتصاد الأمريكي.
تحديات سوق العمل الأمريكية وأثرها على أداء الدولار أمام العملات الأخرى
تواجه سوق العمل الأمريكية ضغوطًا متعددة أبرزها القيود التجارية المتزايدة، والتشدد في سياسات الهجرة، بالإضافة إلى التحول السريع نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تقليل الحاجة للعمالة البشرية في العديد من القطاعات. من المتوقع صدور المراجعة النهائية لبيانات التوظيف في فبراير المقبل بالتزامن مع تقرير يناير، وهو ما يترقب المستثمرون تأثيره على توجهات السياسة النقدية الأمريكية. وبات واضحًا أن ضعف خلق الوظائف سيكون مؤشرًا مهمًا لتحولات اقتصادية محتملة، وهو ما يفرض ضغطًا متزايدًا على الدولار أمام العملات الرئيسية، وعلى رأسها الين الياباني، مع استمرار حالة الحذر والترقب في الأسواق العالمية.