الادخار والتخطيط المالي.. الرقابة المالية تحث الشباب على استثمار مدخراتهم في قنوات آمنة ومربحة

تحتل ثقافة الادخار والتخطيط المالي أهمية كبيرة لدى الشباب، خاصة عند استغلال مدخراتهم في قنوات الاستثمار الآمنة التي تخضع للإشراف التنظيمي، حيث يشكل هذا النهج الأساس لبناء مستقبل مالي مستقر وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية بأمان. الدكتور محمد عبد العزيز، مساعد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أكد خلال مشاركته في قمة الشمول المالي والرقمي للشباب أن الهيئة تلعب دورًا محوريًا في تنظيم الإشراف على الأنشطة المالية غير المصرفية، مع التركيز على التوعية وتعزيز الشمول المالي خاصة بين فئة الشباب.

دور الهيئة في تعزيز ثقافة الادخار والتخطيط المالي بين الشباب

تشرف الهيئة العامة للرقابة المالية على العديد من الأنشطة المالية غير المصرفية مثل سوق رأس المال، التأمين، التمويل العقاري والتمويل الاستهلاكي، مما يتيح فرصًا استثمارية متنوعة ضمن بيئة منظمة وآمنة؛ وهو ما يدعم مفهوم الشمول المالي ويحفز الشباب على تبني الادخار كوسيلة أساسية لبناء مستقبل مالي مستقر. ويبرز دور التوعية بأن يكون لدى الشباب فهم شامل لهذه الأنشطة، والاستفادة من أدوات التمويل والاستثمار التي تخضع لرقابة صارمة، مما يضمن سلامة أموالهم ويجنبهم المخاطر المالية.

أهمية مكافحة الاحتيال المالي وتعزيز الوعي بحقوق الشباب المالية

الوعي المالي يمثل الدرع الأول لحماية الشباب من مخاطر الاحتيال المالي، حيث أكد الدكتور محمد عبد العزيز أن الخطوة الأساسية تبدأ بمعرفة الحقوق المالية والتعامل مع الكيانات المرخصة فقط، لتجنب الوقوع في فخ الاستثمارات الوهمية أو عروض الاحتيال التي تستهدف استغلال ضعف الوعي. تشدد الهيئة على أهمية التثقيف المالي المستمر، مع تنفيذ إجراءات حازمة لمراقبة السوق المالي غير المصرفي، مما يخلق بيئة آمنة للاستثمار ويساعد الشباب على اتخاذ قرارات مالية مستنيرة ومدروسة.

التكنولوجيا المالية وأثرها في تطوير ثقافة الادخار والتخطيط المالي للشباب

تبنّت الهيئة العامة للرقابة المالية ملف التكنولوجيا المالية (FinTech) بوضع إطار تنظيمي متكامل يسمح لمقدمي الخدمات المالية بالاعتماد على نماذج مبتكرة تدعم تنوع القنوات الاستثمارية الآمنة، بالإضافة إلى تمكين الشباب من إنشاء شركات ناشئة تركز على الحلول الرقمية. التكنولوجيا المالية تعزز الكفاءة في السوق وتوسع قاعدة المستفيدين، كما تسهل الوصول إلى أدوات وموارد مالية متطورة تساعد الشباب في التخطيط المالي والادخار بشكل أكثر دقة وفاعلية.

من خلال استراتيجية متكاملة، تسعى الهيئة إلى رفع مستويات الوعي المالي والتثقيف بين جميع شرائح المجتمع، مع التركيز على الشباب لبناء ثقافة مالية قائمة على المعرفة والقدرة على اتخاذ قرارات مالية سليمة وثابتة؛ ما يخلق بيئة مشجعة على الادخار واستثمار المدخرات ضمن قنوات آمنة ومتنوعة، يعزز ذلك فرص العمل ويدعم نمو الاقتصاد الوطني.

تتجلى جهود الهيئة المشتركة مع وزارة الشباب والرياضة في نشر الثقافة المالية غير المصرفية، حيث أُطلقت مسابقة “Y Champions” التي تشجع الشباب على إنتاج محتوى مرئي مبتكر يعكس الأنشطة المالية بطريقة جذابة، مما يسهم في إشراكهم الفعّال في تعزيز الشمول المالي وتطوير مهاراتهم المالية بصورة عملية.

لذلك، فإن تعزيز ثقافة الادخار والاستثمار الآمن بين الشباب يظل من الأولويات للوصول إلى مجتمع مالي واعٍ قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق الاستدامة المالية بأسلوب مسؤول ومدروس.