ابتكار مستدام .. مركز جامع الشيخ زايد الكبير يعزز مكانته على خريطة السياحة الثقافية ويجذب الزوار باستراتيجية متطورة

يبرز مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية مميزة تجمع بين روعة العمارة الإسلامية، والغنى الثقافي، والعديد من الخدمات التي تلبي توقعات الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يجعله مقصدًا فريدًا لعشاق الثقافة والدين.

دور مركز جامع الشيخ زايد الكبير في تعزيز السياحة الثقافية المستدامة

يُعتبر مركز جامع الشيخ زايد الكبير نموذجًا رائدًا للسياحة الثقافية المستدامة في دولة الإمارات، حيث يحرص على المزج بين جماليات العمارة الإسلامية والمحتوى الثقافي الغني، مع مراعاة البعد الاجتماعي والبيئي والثقافي، مما يتوافق مع استراتيجية الدولة في تطوير قطاع السياحة بطرق تحافظ على التراث وتحفز الابتكار. وأوضح الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام المركز، أن الجامع يهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث الإسلامي بأسلوب معاصر يلبي تطلعات مختلف الفئات ويبرز قيم التسامح؛ مما ساهم في تحقيق نجاح عالمي متواصل يجمع بين الأصالة والتجديد.

تجارب ثقافية مبتكرة في مركز جامع الشيخ زايد وتنوع الجولات السياحية

يشهد مركز جامع الشيخ زايد الكبير زيادة مستمرة في أعداد الزوار، فقد وصل العدد إلى 4,346,831 زائرًا خلال النصف الأول من العام الجاري، مسجلاً ارتفاعًا قدره 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الأمر الذي زاد من متوسط مدة بقاء الزائر في الجامع من ساعتين إلى أربع ساعات تقريبًا. وتُعزى هذه الزيادة إلى تنوع التجارب التي يوفرها المركز، مثل تجربة “سُرى” التي تتيح جولات على مدار 24 ساعة للمسافرين في الترانزيت، وجهاز “الدليل” الذي يقدم جولات افتراضية بـ14 لغة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، مع دعم فئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم. بالإضافة إلى جولات “لمحات خفية من الجامع” التي تتيح للزوار استكشاف التفاصيل المعمارية والثقافية عبر سيارات كهربائية مهيأة. ويُقدم المركز أكثر من 5,400 جولة سنويًا بعدة لغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والكورية والإسبانية، بما في ذلك جولات بلغة الإشارة، بإشراف كوادر وطنية تعكس الوجه الحضاري للإمارات.

قبة السلام ومتحف نور وسلام: منصة عالمية للحوار الثقافي والتجارب التفاعلية

يشكل مركز جامع الشيخ زايد الكبير منصة عالمية للحوار الثقافي من خلال “قبة السلام” التي تحتضن متحف “نور وسلام” الفريد، المزود بعروض تفاعلية تحاكي أجواء المساجد المقدسة الثلاثة، ومقتنيات نادرة مثل حزام الكعبة المشرفة والمصحف الأزرق والإسطرلاب الأندلسي. ويستهدف المتحف جمهورًا متنوعًا من الباحثين والفنانين والأطفال الذين لديهم قسم خاص، فضلًا عن تجربة “ضياء التفاعلية” التي تدمج بين الفن والتقنية مستلهمة القيم الإماراتية الأصيلة عبر عرض بصري وسردي يحفز الحواس باستخدام تقنية العرض الدائري بزوايا 360 درجة مع محاكاة طبيعية تشمل الضوء والرياح والصوت. إلى جانب المكتبة المتخصصة، والمسرح الثقافي، ومعارض دائمة ومؤقتة، يقدم المركز تجربة شاملة تلبي مختلف الأذواق والفئات العمرية، مع توفير مطاعم ومتاجر وسوق يعكس الهوية الثقافية للمكان.

الإحصائيات النصف الأول 2023 النصف الأول 2022
عدد الزوار 4,346,831 حوالي 4,140,000
نسبة زيادة الزوار 5%
متوسط مدة الزيارة 4 ساعات 2 ساعة

وقد استحقت هذه الجهود تصنيف جامع الشيخ زايد الكبير بين أهم المعالم السياحية عالميًا؛ حيث حلَّ في المرتبة الثامنة ضمن قائمة “تريب أدفايزر 2025″، متقدمًا مركزين عن تصنيفه السابق لعام 2024، كما حافظ على المركز الأول في الشرق الأوسط. ويبرز جامع الشيخ زايد في إمارة الفجيرة، أيضًا بإدارة المركز ذاته، كوجهة ثقافية وسياحية مميزة، إذ جاء ضمن أفضل 10% من المعالم عالميًا بناءً على اختيارات المسافرين، مقدمًا جولات ثقافية يومية باللغتين العربية والإنجليزية لتعريف الزوار بدوره في بناء جسور التقارب بين الثقافات، والتعريف بالعمران الإسلامي وفنون العمارة الإسلامية بكل دقة وإتقان.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.