وجهات نظر جديدة .. الشيخ كمال الخيب يكتب عن غزة ويكشف جوانب هامة من الواقع والتحديات الراهنة

في ظل هذه الساعات التي يغمرها الأمن والطمأنينة في معظم مدن العالم، لا تزال غزة تعيش تحت وطأة القصف والجوع والعطش والتشريد، حيث لا مكان للهدوء والرخاء فيها؛ فقد حُرِم سكانها من أبسط مقومات الحياة كالطعام والماء والدواء والكهرباء، كما تم تدمير المساجد، ما جعلهم يتجرّعون مرارة الفقر والمعاناة بلا أمل في برامج ترفيهية أو مهرجانات ثقافية.

غزة بين الصمود والتاريخ: معاناة غزة وكلمة السر في صمودها

غزة، المدينة العربية ذات الأصول الكنعانية التي تأسست عام 1500 قبل الميلاد، تحمل في اسمها معاني العزة والكرامة والكنز المكنون، فقد وصفها المؤرخون بأنها “المدينة الشريفة” و”أم الأجيال” بفضل تاريخها العريق في الصمود أمام الغزاة والمحتلين عبر العصور. لقد قاومت غزة جيش الفرعون تحتمس الثالث، وصمدت في وجه الفرس واليونانيين والرومان، بل وخاضت معارك حاسمة ضد جيوش التتار بقيادة الأمير بيبرس، مما يجعل قصة غزة تتردد في ألسنة الشعوب كرمز للعزة والمنعة رغم ما عاشته من حصار وظلم.

الانتصارات المتكررة لغزة وتأثيرها في تعزيز صمود أهلها

إن غزة لم تكن مجرّد مدينة محلّة للغزوات فحسب، بل كانت مسرحًا لأحداث تاريخية وشخصيات بارزة مثل هاشم بن عبد مناف وعبد الله بن عبد المطلب، والعديد من العلماء كالإمام محمد بن إدريس الشافعي، الذين تركوا بصماتهم في التاريخ الإسلامي والفلسطيني. وعبر التاريخ، استمر أهل غزة في مواجهة المحن المختلفة، من الحصار في شعب أبي طالب إلى الاحتلال الروماني، مؤكدين على تمسكهم بالكرامة والحرية، حيث لم يحيدوا عن قولهم “الجوع ولا الركوع” و”الحصار ولا العار”، رغم أن دماء آلاف الشهداء وجرحى أبوا إلا أن تبقى غزة رمزًا للشموخ والعزة.

الحصار المستمر على غزة وتأثير النخوة الإنسانية والدولية

الحصار المفروض على غزة منذ العام 2007 وصل إلى ذروة قسوته في السنوات الأخيرة، وما زال يلطخ التاريخ بالألم والمعاناة دون تحرك كافٍ من قوى عربية وإسلامية لكسر هذا الحصار الجائر؛ بينما برزت تحركات دولية وإنسانية من أناس أجانب يسعون لتقديم الدعم والمساعدة من خلال محاولات كسر الحصار عن طريق البحر، مساهمين في إيصال الغذاء والدواء لسكان غزة المحاصرين. تكمن مأساة غزة في الصمت الرسمي العربي والإسلامي، حيث يزداد الألم عندما يُلاحظ وجوع الأطفال والنساء والمسنين وسط صمت هذه العواصم، بينما يتضامن العالم معهم في مسيرات واحتجاجات مستمرة.

العام الحدث التاريخي التفاصيل
1500 قبل الميلاد تأسيس غزة بناها الكنعانيون العرب وكانت مقاومة لتخوم الفرعون تحتمس الثالث
539 قبل الميلاد احتلال الفرس غزة حاصرت طويلاً وسقطت بأيدي الفرس بعد مقاومة بطولية
333 قبل الميلاد مواجهة الإسكندر المقدوني صمدت غزة أمام جيوش الإسكندر بعد انتصاره على الفرس
1260 ميلادي معركة بيبرس ضد المغول هزيمة معنوية للمغول في غزة وتمهيد لمعركة عين جالوت التاريخية
2007 – الآن حصار غزة حصار مستمر من الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية

إن صمود غزة واستمرار مواطنيها في مواجهة أصعب التحديات يجعل منها نموذجًا حيًا على الإصرار والمثابرة. وبينما تزداد الأحداث مأساوية، يظل أمل الفرج متجددًا، يحمل معه وعدًا بانفراج قريب يعيد الحياة والكرامة لأهل هذه المدينة الثمينة التي كتبت تاريخها بدماء الشهداء وبسواعد الأبطال.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة