مفاجأة في السوق.. النفط يشهد أكبر مكاسب أسبوعية خلال 3 أشهر مع خفض روسيا لصادرات الوقود

ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات يوم الجمعة، محققة أكبر مكاسب أسبوعية في ثلاثة أشهر، وسط تأثر صادرات الوقود الروسي وتراجع إنتاج النفط الخام بسبب الهجمات الأوكرانية المستمرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا. شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.2% لتصل إلى 69.55 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% إلى 65.20 دولارًا للبرميل؛ وبذلك، تجاوز كلا المعيارين 4% من المكاسب الأسبوعية، مسجلين أكبر نمو منذ فترة طويلة.

تحليل تأثير الهجمات الأوكرانية على صادرات النفط الروسي

تتأثر أسعار النفط بشكل مباشر من تصاعد الهجمات الأوكرانية التي تستهدف المنشآت النفطية الروسية، ما يحد من قدرة روسيا على تصدير الوقود ويضغط على إنتاجها الخام. أشار محلل الأسواق توني سيكامور إلى أن هذه الهجمات المتكررة مدعومة بإشارات حلف الناتو التي تهدد بالرد على أي اختراقات مستقبلية لمجاله الجوي، كما تؤكد الناتو عزمها على منع تدفق صادرات الوقود الروسية الرئيسية، وهو ما يزيد من توترات السوق ويحفز ارتفاع الأسعار.

تدابير روسيا للحد من صادرات النفط وتأثيرها على السوق

كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك عن إجراءات جديدة تقضي بفرض قيود جزئية على صادرات الديزل بحلول نهاية العام، وتوسيع الحظر ليشمل صادرات البنزين، في محاولة لتحجيم عمليات التكرير والناتج النفطي بسبب الضغوط المتزايدة على البنية التحتية. هذه الإجراءات أدت إلى تزايد نقص الوقود في بعض المناطق الروسية، ما يزيد من تأثير القيود على السوق ويعطي دفعة إضافية لارتفاع أسعار النفط، خاصة مع استمرار تداعيات الهجمات الأوكرانية.

العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع

تضافرت التحذيرات الناتو مع الضغوط الجيوسياسية الناجمة عن الحرب الروسية–الأوكرانية لتزيد من احتمالات فرض قيود أوسع على قطاع النفط الروسي، كما أشار المحلل دانييل هانز إلى أن هذه العوامل مجتمعة تدفع المستثمرين لتوقع مزيد من التقلبات في السوق النفطية. على الجانب الاقتصادي، أظهرت البيانات الأمريكية زيادة مُحفزة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8% خلال الربع السابق، مما قد يؤدي إلى تعديل سياسة الاحتياطي الفيدرالي وخفض وتيرة رفع أسعار الفائدة، وهذا يدعم الطلب العالمي على النفط. إلى جانب ذلك، دفعت تصريحات منطقة كردستان العراقية بشأن استئناف صادرات النفط خلال 48 ساعة مخاوف من زيادة المعروض بمقدار 500 ألف برميل يومياً، إلا أن المحللين يرون أن التوترات الجيوسياسية لا تزال كافية لموازنة تأثير هذا العرض الجديد، ما يحافظ على زخم ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الراهنة.