ناسا تحقق نجاحاً جديداً .. تغيير مسار كويكب عبر الاصطدام المباشر يفتح آفاقاً لحماية الأرض

لم تعد تجربة تغيير مسار كويكب باستخدام مركبة فضائية مجرد حلم علمي، بل أصبحت واقعًا معززًا بإنجاز وكالة ناسا التي نجحت مؤخرًا في تعديل مسار القمر الكويكبي “ديمورفوس” عبر الاصطدام المباشر، مؤديةً بذلك إلى فتح آفاق جديدة في مجال الدفاع الكوكبي.

ناسا تنجح في تعديل مسار كويكب عبر مركبة فضائية متطورة

انطلقت مركبة “دارت” (DART) من مركز تحكم بمدينة تورينو الإيطالية في مهمة جريئة تغير مفهوم حماية الأرض، حيث توجهت إلى كويكب يقع على بعد يتخطى 8 ملايين كيلومتر، هدفها ضرب قمره “ديمورفوس” لتغيير مداره بشكل دائم. قبل تنفيذ الاصطدام، أطلقت “دارت” قمرها الصناعي الصغير “ليتشيا كيوب” لتوثيق العملية بصورة دقيقة؛ ثم أدى الاصطدام إلى إطلاق طاقة هائلة قذفت ما يقارب 16 ألف طن من الصخور والغبار في الفضاء، وهو ما يعادل وزن مئة طائرة جامبو مكتظة بالركاب. هذا التدفق من الحطام تشكل كسحابة واسعة استمرت لأيام، وهي دلائل تظهر كيف يمكن لتقنية الاصطدام الحركي أن تُحدث تغييرًا ملحوظًا في مدار جسم فضائي.

توثيق لحظة تعديل مسار كويكب بدقيقة واحدة وبتفاصيل دقيقة

قمر “ليتشيا كيوب” الذي رافق “دارت” كان يسير بسرعة تقارب 24 ألف كيلومتر في الساعة، وامتلك فقط دقيقة واحدة لتصوير الواقعة؛ حيث التقط صورًا كل ثلاث ثوانٍ من أقرب مسافة 85 كيلومترًا، مستخدمًا كاميرته المتعددة الأطوال الموجية “LUKE” لرصد تفاصيل السحابة الناتجة. أظهرت الصور توهجًا لامعًا سرعان ما خفت، مما يشير إلى وجود جسيمات كبيرة الحجم داخل السحابة؛ وعبر نماذج حاسوبية تم تقدير أن حوالي 45% من الحطام غير مرئي، مما يعكس طبيعة تباين الجسيمات وحجمها.

تحليل الحطام يكشف طبيعة تركيب كويكب ديمورفوس وتأثيره على الدفاع الكوكبي

اعتمد العلماء في إعادة تقييم كمية الحطام على نماذج مخبرية وحاسوبية، ففي البداية كانت التقديرات حوالي 8 آلاف طن، ولكن بعد الأخذ بعين الاعتبار الجزء غير المرئي، وصلت الكمية إلى 16 ألف طن. وتبيّن أن توزيع حجم الجسيمات يتبع “قانون القوة” الرياضي، حيث تبلغ الجسيمات الصغيرة عددًا يفوق الكبيرة بكثير، وهو أمر شائع في انفجارات عالية الطاقة. الكشف الأبرز كان أن “ديمورفوس” ليس كتلة صلبة، بل “كومة أنقاض” ضعيفة التماسك ذات قوة أقل من الثلج المضغوط؛ ما يحمل تداعيات مهمة لاستراتيجيات الدفاع الكوكبي، خصوصًا مع احتمال تشابه هذا التركيب مع العديد من الكويكبات القريبة من الأرض.

الدفاع الكوكبي يبدأ من الفضاء.. تحديات وآفاق جديدة لحماية الأرض

مع أن معظم الكويكبات لا تهدد الأرض مباشرة، تبقى احتمالية وقوع أضرار إقليمية كبيرة دافعًا قويًا لتطوير وسائل الدفاع ضد المخاطر الفضائية. تجربة “دارت” أكدت أن مركبة صغيرة يمكنها إحداث مسار جديد لكويكب، وأن الحطام الناتج يساهم في تعزيز هذا التغيير؛ لكن التحديات تظهر مع تنوع تركيب الأجرام الفضائية، فالكتل الفضائية الهشة تتفكك بسهولة بينما الصخور الصلبة تمتص الاصطدامات دون تأثير ملحوظ، وفقًا لتصريحات الباحث تيموثي ستوبس. تبقى مهمة تطوير استراتيجيات دقيقة مستمرة، وكل تجربة ناجحة تقربنا أكثر من هدف حماية كوكب الأرض من تهديدات الكويكبات القادمة من الفضاء.

العنصر التفاصيل
المركبة DART (مركبة للاصطدام الحركي)
القمر الصناعي المرافق ليتشيا كيوب (قمر صناعي صغير لتوثيق الحدث)
سرعة المركبة 24,000 كلم/ساعة
المسافة من الأرض أكثر من 8 ملايين كيلومتر
كمية الحطام حوالي 16 ألف طن بعد التحديث
تغيير مدار ديمورفوس تقلص المقدار 33 دقيقة

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة