ملتقى الراوي.. منصة معرفية تجمع التراث الشفاهي وأدب الرحلات بتفاصيل ثرية ومميزة

يُعد ملتقى الشارقة الدولي للراوي منصة حيوية تجمع الباحثين والعلماء من مختلف الدول لتسليط الضوء على التراث الشفاهي وأدب الرحلات العربية، حيث يشكل هذا الحدث الثقافي الفريد ملتقى للحوارات والبحث العلمي المرتبط بتاريخ الرحلات وأثرها في نقل الثقافات البشرية. يشهد الملتقى إقبالاً جماهيرياً واسعاً، إذ يشارك الحضور بحماس في الجلسات العلمية وورش العمل، بينما يعكف الباحثون على استكشاف أبعاد أدب الرحلات وأهميته في التعبير عن التجارب الإنسانية بتفصيل مستفيض.

دور أدب الرحلات العربية في نقل التجارب الإنسانية والثقافية

أدب الرحلات العربية ليس مجرد سرد لوصف المواقع والأماكن، بل هو انعكاس صادق لتجارب الرحالة الإنسانية ومشاعرهم تجاه الشعوب والثقافات التي يزورونها، وهو ما أكده محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، في جلسة «رحلة في الذاكرة والسرد» التي عقدت ضمن فعاليات الملتقى. فأسلوب أدب الرحلات الذي يتبناه المر يشبه اليوميات التي توثق التأملات والخواطر الشخصية مع مراعاة احترام الخصوصية عند التصوير الفوتوغرافي، وهو يؤكد أن التصوير لا يحل محل الكتابة، بل يعمل كشريك موازٍ يوثق اللحظات برهافة. يضيف المر أن فهم المكان يتنوع حسب خلفية الرحالة الفكرية والعاطفية، مشيراً إلى أهمية ترك مجال للدهشة والتفاعل الإنساني بعيداً عن الأحكام المسبقة. في عصر المحتوى الرقمي، يرى المر أن غالبية المدونين يكتفون بالتصوير السطحي، دون إضافة بُعد ثقافي يثري الفهم الحضاري، مما يجعل أدب الرحلات القيمة الحقيقة لتوثيق التجارب المتعمقة.

أثر التراث العربي في تشكيل لغة وثقافة المالديف

سلط آدم ناصر، وزير الثقافة في جمهورية المالديف، الضوء على الأثر العميق للغة العربية في تشكيل لغة الديفيهي الأم لبلاده، مؤكداً أن التراث العربي ساهم بشكل أساسي في بناء المفردات والنحو في هذه اللغة التي ما زالت حية حتى اليوم. وأشار إلى أن اللغة العربية كانت جسرًا ثقافيًا مستمراً بين المالديف والعالم العربي، متجاوزة حدود الدين إلى تأصيل القيم والهوية الثقافية. وصف ناصر التفاعلات التاريخية التي شملت التجارة والدين والسفر، والتي أثرت في إدخال العربية إلى الديفيهي، داعياً الأجيال الجديدة للمحافظة على هذا الإرث اللغوي الغني الذي يعكس تقارب الثقافات وعراقتها.

توثيق مدن الإمارات والإسهامات التاريخية للرحالة والجغرافيين

ناقشت جلسة «مدن الإمارات والخليج العربي في كتابات الرحالة والجغرافيين» أوراقاً بحثية مهمة سلطت الضوء على الدور الحيوي للرحالة في نقل المعرفة حول المدن والموانئ الإماراتية عبر التاريخ. استعرض طلال الرميضي رحلة رئيس البعثة الكويتية للأمم المتحدة، محمد جاسم السداح، عام 1958، التي وثقت التعليم والمؤسسات الناشئة في الشارقة والتعاون الثقافي مع الكويت. أما ورقة وفاء سالم الحشيمي فتطرقت إلى سيرة الرحالة ابن جبير الأندلسي، والتوثيق العمراني والاجتماعي لرحلات الحج في القرنين السادس والسابع الهجريين، واعتُبر عمله مرجعاً أساسياً للباحثين. بالإضافة إلى ذلك، قدمت فاطمة المزروعي بحثاً حول الظفرة، تناولت فيه توثيق الطرق الصحراوية والموارد المائية والشعر الشعبي المرتبط بها، بينما تحدث الدكتور سالم الطنيجي عن وصف المدن الإماراتية عبر كتابات أربعة رحالة من العصور الإسلامية الأولى، مؤكداً الأهمية الحضارية لسواحل الإمارات كمراكز تواصل تاريخية.

اسم الباحث موضوع البحث النقاط الرئيسية
محمد المر أدب الرحلات وتجربة الرحالة التدوين بين السيرة الذاتية والقصصية، احترام الخصوصية، قيمة الدهشة
آدم ناصر أثر العربية في لغة الديفيهي المفردات، الهياكل النحوية، التراث الثقافي، التفاعلات التاريخية
طلال الرميضي رحلات وثائقية عن الشارقة وقطر تعليم، مؤسسات ناشئة، تعاون ثقافي
وفاء سالم الحشيمي رحلات الحج والوثائق العمرانية ابن جبير، الحج، الحياة الاقتصادية والثقافية
فاطمة المزروعي تاريخ الظفرة وأدبها الشعبي توثيق الطرق، الموارد المائية، الشعر الشعبي
سالم الطنيجي وصف المدن الإماراتية في الرحلات التاريخية المدن، الرحالة الأربعة، الدور الحضاري للسواحل

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.