فرصة جديدة.. «رجال الأعمال» تدعو «مستثمري سنغافورة» لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتوسيع الاستثمارات المشتركة

تعكس دعوة رجال الأعمال لمستثمري سنغافورة زيادة واضحة في فرص التعاون مع القطاع الخاص المصري، حيث يشكل هذا التعاون عنصرًا حيويًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. تشهد مصر تحولًا استثماريًا كبيرًا، يشجع على بناء شراكات استراتيجية مع المستثمرين السنغافوريين لاستثمار الفرص الواعدة في مختلف القطاعات الحيوية.

فرص التعاون مع مستثمري سنغافورة لتعزيز الشراكات الاقتصادية في مصر

أكد المهندس مجد الدين المنزلاوي، الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، أن اللقاءات التي نظمتها الجمعية بالتعاون مع اتحاد الأعمال السنغافوري في القاهرة ليست مجرد مناسبات بروتوكولية، بل تمثل نقطة انطلاق لبناء شراكات استراتيجية حقيقية بين البلدين؛ حيث توجد آفاق أوسع للتعاون تتجاوز حدود مصر وسنغافورة، بهدف تطوير شراكات مبتكرة وفعالة تخدم مصالح الطرفين. يبرز تعاون المستثمرين السنغافوريين ومشاركتهم في مشاريع مصرية نموذجية مثل «أولام جروب» و«RH10» بالتعاون مع Kellogg’s باستثمارات بلغت 55 مليون دولار في مجال الصناعات الغذائية؛ إضافة إلى «PSA International» التي فتحت مكتبها الإقليمي بالقاهرة لتطوير قطاع الموانئ وشركة «PIL» التي توسعت فى محور قناة السويس بعد أكثر من 40 عامًا من النشاط.

التطور الرقمي والضريبي كعامل جذب رئيسي لمستثمري سنغافورة في مصر

يشير الدكتور مهند طه خالد، أمين صندوق الجمعية، إلى أن مصر حققت تطورًا رقميًا شاملًا في منظومة الضرائب؛ يشمل الإقرارات والفواتير والتوقيع والدفع الإلكتروني، وهو ما يعزز من بيئة الاستثمار المستقرة والجذابة لمستثمري سنغافورة. وتبلغ ضريبة الشركات في مصر 22.5٪، في حين تصل ضريبة القيمة المضافة إلى 14٪، مع وجود 60 اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي مع دول مختلفة. يوفر هذا النظام الضريبي المرن والتشريعي المتنوع حوافز مستمرة للمستثمرين ويُسهل على مستثمري سنغافورة الاستثمار بطمأنينة في مصر ضمن إطار يخدم مصالحهم بشكل مباشر.

التوسع الأفريقي والتعاون الاقتصادي بين مصر وسنغافورة للمستقبل

يشير النائب الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة إفريقيا بجمعية رجال الأعمال المصريين، إلى أن التعاون بين مصر وسنغافورة يتجه نحو القارة الإفريقية التي يقطنها أكثر من 1.4 مليار نسمة، معظمهم من الشباب؛ مما يفتح آفاقًا واسعة للنمو الاقتصادي والتعاون في المجالات الواعدة مثل التعدين والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات. تسعى مصر وسنغافورة إلى تعزيز الصناعة داخل القارة الإفريقية بدلاً من تصدير المواد الخام، وهو توجه يحفز التعاون في الزراعة والتقنيات الحديثة. كما تعتبر مصر بوابة إفريقيا بالنسبة للمستثمرين السنغافوريين، ويُبرز فينكاتامارانى سيرفيسان، رئيس مجموعة إفريقيا – سنغافورة للأعمال، أهمية استمرار التواصل بين رجال الأعمال لتحقيق مشروعات استثمارية مثمرة على الأرض.

تتمتع مصر كذلك بمزايا تنافسية فريدة في قطاع الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت نسبة الطاقة المتجددة إلى 22٪ من إجمالي القدرات المركبة مقارنة بما كانت عليه عام 2020 التي بلغت 4٪، مع استهداف الوصول إلى 42٪ بحلول عام 2030، وفقًا للمهندس أيمن قرة، عضو لجنة الطاقة بالجمعية. وتحتل مصر مكانة متقدمة على المستوى العالمي في سوق الهيدروجين الأخضر بنسبة تصل إلى 5٪، مع تأسيس المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر واستراتيجية وطنية لدعم هذا القطاع الحيوي. في مجال النقل واللوجستيات، استثمرت مصر أكثر من تريليوني جنيه منذ 2015 لتطوير الموانئ والطرق، مما رفع طول الأرصفة البحرية إلى أكثر من 100 كيلومتر، وأصبح ميناء شرق بورسعيد يحتل المرتبة الثالثة عالميًا.

يلعب قطاع السياحة دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد المصري وخلق فرص عمل للشباب، ويعتبر التعاون مع المستثمرين السنغافوريين فرصة واسعة لتطوير الاستثمار السياحي في مصر من خلال تحسين البنية التحتية الفندقية والمنتجعات، فضلاً عن الترويج المشترك لبرامج سياحية تربط بين مصر وآسيا؛ بحسب تصريحات فاروق ناصر، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال.

فيما يعكس نجاح تجربة المطور الصناعي الخاص في مصر، التي يوفر مناطق صناعية متكاملة وفق المعايير العالمية ويخفف الأعباء البيروقراطية عن المستثمرين، التأكيد على استقرار بيئة الأعمال حتى خلال الفترات السياسية العصيبة، كما أشار المهندس باسل شعيرة، المدير العام لشركة بولاريس الدولية للمناطق الصناعية.