انخفاض ملحوظ .. الدينار العراقي يتراجع أمام الدولار في ختام تعاملات الخميس ويثير قلق المستثمرين

تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الموازية اليوم الخميس مع ثبات السعر في السوق الرسمية، وذلك وسط قرب إغلاق نشاط سوق العملات الأسبوعي في المحافظات العراقية. هذا التغير يعكس تحركات ديناميكية في عرض وطلب الدولار داخل السوق المحلية التي تتأثر بعدة عوامل اقتصادية وسياسية.

مراقبة سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الرسمية والموازية

شهدت الأسواق المحلية تباينًا واضحًا في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بين السوق الرسمية والسوق الموازية؛ حيث انخفض سعر البيع في السوق الموازية بشكل ملحوظ بينما استقر السعر في السوق الرسمية عند مستويات ثابتة. ففي بغداد بلغ سعر البيع بالدينار العراقي نحو 1425 للبيع و1418 للشراء، أما في أربيل فقد كان السعر 1420 للبيع و1415.5 للشراء، بينما استقر في البصرة عند 1420 للبيع و1417.5 للشراء. بالمقابل، حافظت الأسعار الرسمية على ثباتها بعيار متوسط سعر بيع الحوالات والاعتمادات المستندية عند 1310 دنانير للدولار، وسعر البيع في المصارف نفسه مع استثناءات محدودة.

  • تبلغ قيمة سعر البيع للحوالات والتسويات الدولية المتعلقة بالبطاقات الإلكترونية 1310 دنانير لكل دولار.
  • حدد سعر البيع الرسمي بعشرة جنيهات أقل بقليل من السوق الموازية عند 1305 دنانير.
  • يجري البنك المركزي عمليات البيع حصريًا للعملة الأمريكية، مستهدفًا المسافرين خارج البلد، ويُلزم البنوك بهذا السعر.

توازن العرض والطلب كعامل رئيسي في انخفاض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار

يفسر الخبير الاقتصادي أكرم العاني هذا الانخفاض بأن حركة السوق هي انعكاس لآليات العرض والطلب الحقيقية، إذ يتغير الطلب على الدولار من شريحة واسعة تشمل المستوردين والمواطنين الباحثين عن التحوط المالي، ما يعكس تغيرات دائمة في الطلب الكلي. ويرى العاني أنّ أسعار السوق السوداء تمثل مرآة دقيقة لحجم الطلب الفعلي، مع تأثير كبير متبادل مع تقلبات أسعار النفط العالمي، التي تشكل المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في العراق؛ إذ ينعكس تذبذب أسعار النفط مباشرة على كمية الدولار المتوافرة في السوق المحلية. يضاف إلى ذلك أن البنك المركزي يحاول من خلال ضخ الدولار أو ضبط الكميات المتاحة استقرار الأسعار، إلا أن الضغوط تتصاعد مع نمو حركة الاستيراد وزيادة طلب المواطنين للدولار. كما يُعد العجز المالي سببًا مركزيًا في عدم الاستقرار، بينما تؤدي السياسات الرسمية غير الفعالة إلى بروز السوق السوداء كحالة تعبير واضحة عن الحاجات غير الملباة.

العوامل المؤثرة والمتغيرة في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار

تتدخل عدة عوامل في تحديد سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في السوق المحلية، منها:

  • حجم المبيعات في مزاد بيع العملة، إذ تؤثر كميات الدولار المعروضة بشكل يومي تأثيرًا مباشرًا على السعر.
  • الإجراءات والسياسات البنكية التي يتبعها البنك المركزي والتي تهدف لتحقيق الاستقرار أو التدخل حسب الحاجة.
  • احتياجات التجار من الدولار لاستيراد بضائع من دول وفق قيود، مما يرفع الطلب ويؤثر على السعر.
  • تهريب العملة المحلية خارج العراق، حيث يستفيد المهربون من فرق الأسعار بين السوق الرسمية والموازية.
  • مضاربات التجار الذين يستغلون معلومات غير رسمية عن تغيرات محتملة في السوق، فيرفعون أو يخفضون الأسعار استباقيًا.
العامل التأثير على سعر الصرف
مزاد بيع العملة يحدد مستوى العرض اليومي وبالتالي الأسعار
إجراءات البنك المركزي توفر استقرارًا نسبيًا أو تدخلات حسب الضغوط السوقية
حاجة التجار للدولار زيادة الطلب للدولار تدفع الأسعار للارتفاع
التهريب يقلل العرض الرسمي ويزيد السعر في السوق السوداء
مضاربات التجار تتسبب بتحركات سعرية مفاجئة وغير متوقعة

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.