إعصار غابرييل .. يتجه نحو أوروبا ويهدد فرنسا بتأثيرات قوية ومباشرة

تتجه الرياح وتتحول الأحوال الجوية بشكل ملحوظ بسبب تطور إعصار غابرييل إلى إعصار من الفئة الرابعة فوق المحيط الأطلسي، حيث يحذر خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية من تأثيرات محتملة على فرنسا خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 27 و28 سبتمبر 2025؛ إذ تترك بقايا هذا الإعصار أثرها على الطقس الفرنسي بشكل ملحوظ.

تطور إعصار غابرييل والفئة الرابعة: متابعة دقيقة لتحركات الإعصار في المحيط الأطلسي

شهد إعصار غابرييل تصاعدًا سريعًا في شدته بداية الأسبوع، حيث تم تصنيفه كإعصار من الفئة الرابعة يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025، ليصبح بذلك ثاني إعصار كبير يظهر في موسم 2025 في المحيط الأطلسي. يتمركز الإعصار حاليًا على بعد مئات الكيلومترات شرق برمودا، ويبلغ أقصى سرعة لرياحه 222 كم/ساعة، ما يجعله خامس أقوى إعصار في الموسم الحالي. تحركاته شرقًا نحو أوروبا تثير انتباه أجهزة الأرصاد الفرنسية، خاصة في منطقة باريس التي تستعد لتقلبات جوية مبكرة نهاية الأسبوع.
يبرز غابرييل كظاهرة استوائية فريدة هذا العام، إذ يتأخر تكوينه بالمقارنة مع المعتاد الذي يكون عادةً في أغسطس، مما يعكس نشاطًا إعصاريًا متأخرًا ومتميزًا في موسم 2025.

مسار إعصار غابرييل نحو أوروبا وتأثيره المحتمل على جزر الأزور

يزداد القلق حول تأثير إعصار غابرييل على أرخبيل جزر الأزور، حيث من المتوقع أن تقترب بقايا الإعصار من هذه الجزر ليلة الخميس القادمة، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير. تنبؤات الطقس الأوروبية تشير إلى احتمال وصول رياح تصل سرعتها إلى 200 كم/ساعة في محيط الأرخبيل، مما يضع جزر الأزور في حالة استنفار قصوى.
المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية يتابع تقدم الإعصار عن كثب من موقعه الحالي على بعد 629 كم شرق شمال شرق برمودا، مع تنبيه إلى أن مدى تأثير ذلك يعتمد بشكل أساسي على المسار النهائي للنظام.

الأحوال الجوية في فرنسا: التأثيرات المحتملة لتطور إعصار غابرييل خلال نهاية الأسبوع

لا يتوقع خبراء الأرصاد في فرنسا وصول الإعصار نفسه إلى الأراضي الفرنسية؛ إلا أن تأثير بقاياه على الظروف الجوية لن يكون بسيطًا، خاصة بعد فقدانه لصفاته الاستوائية عقب تجاوزه لجزر الأزور. تشير السيناريوهات الأكثر ترجيحًا إلى تحول منطقة الضغط المنخفض نحو البرتغال ومن ثم اندماجها، مما يقلل من احتمالية وصول آثار الإعصار المباشرة إلى فرنسا.
مع ذلك، من المتوقع أن يُحدِث هذا النظام الجوي بعض التغييرات في المناخ المحلي، حيث من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة يومي السبت والأحد 27 و28 سبتمبر، مما يمنح سكان إيل دو فرانس فرصة للاستمتاع بفترة هدوء نسبي من طقس الخريف المبكر.
تفسر هذه المراقبة الجوية المتزايدة أن التنبؤات الجوية الخاصة بنهاية الأسبوع تعاني من انخفاض في الموثوقية؛ فالاعتماد على حركة الإعصار عبر المحيط الأطلسي يجعل التوقعات أكثر تعقيدًا، خصوصًا مع وجود سيناريوهات متعددة لما قد يحدث في مناطق تمتد من البرتغال إلى بريتاني وأيرلندا.
ينجم هذا الوضع عن تفاعل الإعصار مع الاحوال الجوية المضطربة بالفعل في فرنسا بعد موجة “هبوط بارد” تسببت في انخفاض كبير وظهور أمطار رعدية أواخر سبتمبر، مما قد يؤدي إلى حدوث تقلبات جوية غير متوقعة.

على الرغم من أن موسم الأعاصير في 2025 بدأ بنشاط ضعيف واستثنائي لمدة 20 يومًا، إلا أن ظهور غابرييل قبل نهاية سبتمبر يثبت أن المشهد الجوي للمحيط الأطلسي لا يزال متغيرًا ومثيرًا للاهتمام، خصوصًا وأن هذا الإعصار يحتل المرتبة 78 بين أقوى الأعاصير المسجلة منذ خمسينات القرن الماضي.
تتابع السلطات الفرنسية عبر وزارة الأرصاد الجوية هذا التطور بدقة، مع استمرارية إصدار تحذيرات وتقارير دورية لضمان استعداد الجميع لأي تطورات قادمة.