مجلة “جريك سيتي تايمز”: الدبلوماسية الصينية تصعّد جهودها لإحباط إدراج ليبيا في الخطط الجديدة
تتصاعد التوترات الجيوسياسية في شرق المتوسط مع تصدي الدبلوماسية الصينية لمحاولات إدراج ليبيا في خطط خط أنابيب إيست ميد، الذي تشارك فيه اليونان وإسرائيل ودول أخرى، بما يهدد توازنات الإقليم. يشكل هذا التحرك جزءًا من الصراع الأوسع المتعلق بالممر الاقتصادي الهندي – الشرق الأوسط – أوروبا، الذي تسعى الصين لمواجهته عبر مبادرة الحزام والطريق.
التوترات الصينية تجاه إدراج ليبيا في خطط خط أنابيب إيست ميد
ترى الحكومة الصينية أن إدراج ليبيا في مخططات خط أنابيب إيست ميد يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا لمبادرة الحزام والطريق، إذ تخشى من أن يؤثر ذلك في نفوذها الاقتصادي والسياسي في المنطقة؛ خاصةً أن الخط يربط بين اليونان وإسرائيل والدول الأخرى في إطار مشروع تجاري منافس. وتأتي هذه الخطط وسط حالة من الإضطراب الأمني والسياسي في ليبيا، حيث تتقاطع مصالح العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، وكانت الدبلوماسية الصينية أكثر من مرة تحذر من أن مشاركة ليبيا في هذه الخطط قد تزيد من تعقيد الوضع وتعمق تباينات القوى في شرق المتوسط.
تأثير الصراع الإقليمي على مستقبل الطاقة والاقتصاد الليبي
يرتبط مستقبل ليبيا في المنطقة ارتباطًا وثيقًا بالحراك الذي تشهده دول شرق المتوسط، حيث يبرز دور تركيا وإسرائيل واليونان بشكل رئيسي في هذه اللعبة الجيوسياسية. فتركيا تواصل تعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في ليبيا، مما يجعلها تحدًّا أمام طموحات إسرائيل، التي تسعى لتأمين خط أنابيب إيست ميد كجزء من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها. في المقابل، تتعامل الميليشيات الغربية الليبية مع الأمريكان من خلال منحهم عقود النفط، بينما تسير قوات شرق ليبيا بقيادة حفتر في نفس الاتجاه، ما يعكس صراع نفوذ دولي على الأرض الليبية، ومحاولة احتواء النفوذ الصيني المتزايد عبر مبادرة الحزام والطريق.
دور التحالفات الاقتصادية والدبلوماسية في تشكيل مستقبل ليبيا
توضح آخر التطورات السياسية أن هناك ميلًا واضحًا نحو دمج ليبيا في محور صيني تركي يعزز من تحالفات استراتيجية في المنطقة، وهو ما يُشكل عقبة كبيرة أمام الخطط التي تقودها إسرائيل واليونان. فقد أعلن وزير الخارجية اليوناني بدء إجراءات لترسيم منطقة اقتصادية خالصة مع ليبيا، بعد اجتماعات مباشرة مع قيادات في شرق ليبيا، بهدف استثمار الفرص المستقبلية في إطار المخططات الغربية. إن المفاوضات البطيئة والمعقدة بين الأطراف الليبية، بين الرغبة في الخروج من أزمة مستمرة وبين الضغوط الإقليمية والدولية، تجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي مستقر؛ فاستمرار وجود القوى العسكرية والتدخلات الخارجية يحول دون تحقيق الاستقرار المطلوب لإتمام مشاريع التعاون والتنمية في ليبيا.
الطرف | الموقف أو الدور |
---|---|
الصين | تسعى لإفشال إدراج ليبيا في خط أنابيب إيست ميد لحماية مبادرة الحزام والطريق |
اليونان | تشارك في مشروع خط أنابيب إيست ميد وتسعى لفرض منطقة اقتصادية مع ليبيا |
إسرائيل | يركز على تأمين خط أنابيب إيست ميد رغم التحديات التركية والصينية |
تركيا | تعزز تأثيرها العسكري والاقتصادي في ليبيا لمواجهة الطموحات الإسرائيلية |
ميليشيات غرب ليبيا | تمنح عقود النفط للأمريكيين بهدف كسب الدعم الدولي |
حفتر (شرق ليبيا) | يعمل على توطيد العلاقة مع القوى الدولية لمواجهة النفوذ الصيني |
يطال هذا الصراع مصالح عدة، مما يجعل ليبيا محط أنظار لاعب دولي كبير، يسعى كل طرف إلى تعظيم نفوذه فيها؛ فالخلافات والتفاوتات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب الليبي تحكمها عوامل خارجية داخلها، ويبدو أن التحالفات الجديدة التي تربط ليبيا بالصين وتركيا تظهر تدريجيًا كبوصلة لمستقبل ليبيا السياسي والاقتصادي، في مواجهة خطط إسرائيل واليونان ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.