مايكروسوفت تراهن على «أنثروبيك».. تحوّل استراتيجي يفسح المجال لفصل الارتباط التدريجي مع «أوبن إيه آي»

تدمج مايكروسوفت نماذج الذكاء الاصطناعي لشركة أنثروبيك ضمن مساعدها “كوبايلوت” لتعزيز إمكانياته وتقديم خيارات أوسع للمستخدمين، ما يعكس توجه عملاق التقنية نحو تقليل اعتماده على نماذج أوبن إيه آي.

تكامل نماذج الذكاء الاصطناعي بين أنثروبيك وأوبن إيه آي في كوبايلوت

بدأت مايكروسوفت بدمج نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أنثروبيك مثل “كلود سونِت 4″ و”كلود أوبوس 4.1” داخل مساعدها الذكي “كوبايلوت”، ما يتيح للمستخدمين الاختيار بين نماذج أوبن إيه آي وأنثروبيك من خلال وكيل التحليل المدعوم بالذكاء الاصطناعي “Researcher”. وأوضح تشارلز لامانا، رئيس عمليات كوبايلوت للأعمال والصناعة في مايكروسوفت، أن هذه الخطوة تمثل تحولاً بارزاً، إذ كانت مايكروسوفت تعتمد سابقاً بشكل أساسي على نماذج أوبن إيه آي لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها المختلفة مثل “وورد” و”آوتلوك”. هذا التكامل يفتح آفاقًا جديدة لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمة ضمن “مايكروسوفت كوبايلوت ستوديو”، مما يعزز من تجربة المستخدم ويمنحه حرية الاختيار بين أفضل التقنيات المتاحة.

مايكروسوفت تقلل الاعتماد على أوبن إيه آي وتوسع نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها

تسعى شركة مايكروسوفت، التي تعد من الداعمين الماليين الرئيسيين لشركة أوبن إيه آي، إلى تقليل اعتمادها الكامل على هذه الشراكة من خلال تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، بالإضافة إلى دمج نماذج أخرى مثل تلك التي تقدمها شركة ديب سيك الصينية ضمن منصتها السحابية “أزور”. وقد أعلنت مايكروسوفت سابقًا هذا العام عن نيتها استضافة نماذج ذكاء اصطناعي جديدة طورتها شركات كبرى مثل “إكس إيه آي” التابعة لإيلون ماسك و”ميتا” في مراكز بياناتها الخاصة. يعكس هذا التوجه استراتيجية متقدمة تهدف إلى تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي المدمجة في منتجاتها المختلفة، وتقليل الاعتماد على مصادر خارجية، ما يدعم مكانتها التنافسية في سوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتنامي.

تحديات وحلول استضافة نماذج أنثروبيك في بيئة سحابية منافسة

تُعتبر نماذج الذكاء الاصطناعي لشركة أنثروبيك مستضافة بشكل رئيسي على خدمات “أمازون ويب سيرفيسز” السحابية، التي تعد منافسًا مباشراً لمايكروسوفت في مجال الحوسبة السحابية، ما يشكل تحديًا لاستراتيجية التكامل التي تتبعها مايكروسوفت في “كوبايلوت”. رغم هذا، قررت مايكروسوفت توظيف هذه النماذج ضمن باقة خدماتها، وهو ما يؤكد أهمية الجودة والابتكار في الذكاء الاصطناعي على الاعتبارات التنافسية الخاصة بالبنية التحتية. ويُتوقع أن تقدم هذه الخطوة تنوعًا في خيارات الذكاء الاصطناعي المعتمدة وتتيح للمستخدمين تجارب متميزة ومتطورة ضمن بيئة عمل مايكروسوفت، ما يعزز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمية ويمنح المستخدمين مزيدًا من الحرية في اختيار الأدوات التي تناسب احتياجاتهم.