لغز اختفاء الهيكل العظمي للسحالي والثعابين الحفريات.. اكتشافات جديدة تكشف أسراره وتغير فهم التاريخ الطبيعي
اختفاء معظم الهيكل العظمي للسحالي والثعابين في السجل الأحفوري يعود إلى أسباب بيئية وجيولوجية متعددة تؤثر على اكتمال الحفريات بشكل ملحوظ، مما يجعل دراسة هذا الانحياز ضرورية لفهم تطور هذه الزواحف بشكل دقيق.
العوامل الطبيعية التي تؤثر على اكتمال الحفريات للسحالي والثعابين
تكمن المشكلة الرئيسية التي تسبب اختفاء الهيكل العظمي للسحالي والثعابين في الندرة الكبيرة لعملية التحجر، إذ إن تحول الكائنات الحية إلى أحافير يتطلب دفنها سريعًا في بيئات خاصة تمنع تحللها بالكامل، مثل الطمر في رواسب معدنية غنية أو في بيئات خالية من الأكسجين؛ وهذا ما يجعل معظم الكائنات التي عاشت على الأرض تفتقر إلى سجل حفري مكتمل. بجانب ذلك، تؤدي العوامل الجيولوجية والزمنية دورًا بارزًا في تدمير الحفريات، إذ تتعرض الطبقات الرسوبية للتآكل والغمر أو تتحول بفعل الضغط والحرارة إلى صخور متحولة، مما يمحو أجزاء كبيرة من تاريخ الحياة. يضاف إلى ذلك انحياز السجل الأحفوري نفسه، حيث تحافظ الكائنات ذات الهياكل الصلبة كالعظام والأصداف على آثار أوضح من الكائنات الرخوة أو الصغيرة، ما يحد من دقة سرد تطور الحيوانات كالزواحف الصغيرة. كذلك، تغطي الأبحاث والتنقيب مناطق جغرافية محدودة، فتبقى العديد من البيئات غير مكتشفة، مما يعمق الفجوات في معرفة تطور السحالي والثعابين عبر العصور.
تأثير حجم الجسم والبيئة على اكتمال حفريات السحالي والثعابين
أكدت الدراسة الحديثة التي قادها هانك وولي أن عوامل محددة كالبيئة التي يعيش ويتوفى فيها الحيوان، حجم الجسم، وكثافة عظامه، تشكل “مرشحات كبرى” في السجل الأحفوري؛ فهي تعيد تشكيل الطريقة التي يُعرض بها الماضي من خلال الحفريات. للتحليل أهمية بالغة أظهر أن معظم أنواع السحالي والثعابين معروفة بأقل من 20% من ملامحها العظمية الكاملة، أما الموزاصورات البحرية فهي تُظهر سجلًا أحفوريًا أكثر اكتمالاً، بسبب دفنها في بيئات بحرية تحفظ العظام بصورة أفضل، بالرغم من الانتشار الواسع للثعابين إلا أن حفرياتها تبدو مجزأة وغير مكتملة غالبًا. كما أن للانحياز البيئي تأثير قوي يماثل تأثير العوامل الجيولوجية أو حتى انحياز الباحثين في التنقيب، الذين يميلون للتركيز على الديناصورات الأكبر حجمًا على حساب الزواحف الصغيرة.
كيف يكشف البحث عن أسباب اختفاء الهيكل العظمي للسحالي والثعابين ويعزز فهم تطورها
بدأت هذه الدراسة كهواية خلال جائحة كورونا، حيث قرأ وولي ما يقرب من 500 ورقة علمية عن حفريات الزواحف الحرشفية، مستفيدًا من قواعد البيانات الرقمية في المتاحف لتعقب تطور هذه الكائنات بما في ذلك فترات الانقراض الكبرى. أكد الباحثون أن معرفة سبب اختفاء الهيكل العظمي للسحالي والثعابين تشكل خطوة مهمة لكسر الانحيازات في السجل الأحفوري واستعادة تاريخها الحقيقي. الفجوات التي تظهر في السجل لا تعني فقط نقص معلومات، بل قد تخفي أسرارًا عميقة عن أصول مجموعات مختلفة مثل الموزاصورات التي يختلف العلماء في صلتها بالثعابين أو الورليات. من خلال تحديد هذه الثغرات، يمكن إعادة بناء صورة أوضح لكيفية انتشار السحالي والثعابين عبر اليابسة والبحار، مع التعرف على كيفية نجاتها من الأزمات الانقراضية. يرى ناثان سميث، الباحث المشارك في الدراسة، أن هذا العمل ينفذ حلم داروين في فهم مشكلة عدم اكتمال سجل الحفريات؛ إذ بدأ الباحثون الآن في قياس هذا الانحياز وفهم تأثيره بصورة علمية دقيقة.
العوامل المؤثرة | تأثيرها على اكتمال الحفريات |
---|---|
التحجر والدفن السريع | نادر؛ مطلوب للدفن السريع في بيئات خاصة للحفاظ على العظام |
العوامل الجيولوجية والزمنية | تتلف أو تحوّل الطبقات الرسوبية، مما يمحو الحفريات |
الهيكل العظمي والكثافة | العظام الصلبة تحفظ أفضل من الأجزاء الرخوة، تؤثر على ظهور السحالي والثعابين |
حجم الجسم والبيئة | الكائنات الكبيرة والبحرية أتم الحفظ، الصغيرة والبرية حفرياتها مجزأة |
انحياز التنقيب البشري | تفضيل البحث في الديناصورات على الزواحف الصغيرة يقلل من تمثيل الأخير |