الريال اليمني يتفاوت بفارق 3 أضعاف بين المحافظات .. أسعار الريال اليمني والدينار الكويتي تسجل مستويات قياسية

تتباين أسعار صرف العملات بشكل واضح في اليمن، حيث يظهر الريال اليمني فجوات سعرية كبيرة بين المحافظات تعكس الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، بينما يحافظ الدينار الكويتي على مكانته كأقوى العملات العربية بسوق الصرف المصري، حيث بلغ سعره 158 جنيهًا مصريًا تقريبًا.

تباين أسعار صرف الريال اليمني بين المحافظات ودوره في الأزمة الاقتصادية

تُظهر الأسواق المالية في اليمن اختلافاً حاداً في تداول الريال اليمني، إذ شهدت مدينة عدن صعود الدولار الأمريكي إلى مستويات بين 1618 ريالًا للشراء و1633 ريالًا للبيع مقابل الريال اليمني، بينما تدنت الأسعار بشكل ملحوظ في صنعاء، حيث وصل سعر الشراء إلى 535 ريالًا فقط، وسعر البيع 540 ريالًا؛ ما يعكس انقسامًا اقتصاديًا عميقًا نتيجة التوترات السياسية؛ فكل طرف يدير اقتصاداً منفصلاً عن الآخر.
أما الريال السعودي، فكان التناقض في الأسعار أكثر وضوحًا، إذ تراوح في عدن بين 425 و428 ريالًا يمنيًا، في مقابل هبوطه إلى مستوى 140 ريالًا فقط في صنعاء، مما يعكس اختلاف السياسات النقدية والصراعات المتشابكة التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية.

الدينار الكويتي والعملات الخليجية بين الاستقرار والريال اليمني المتقلب

يواصل الدينار الكويتي تصدر العملات العربية المتميزة في الأسواق المصرية، حيث سجّل في البنك المركزي المصري أسعارًا بين 157.90 جنيه للشراء و158.28 جنيه للبيع، بينما ثبت سعره في البنك الأهلي وبنك مصر عند 157.39 جنيه للشراء، ما يعكس ثباتًا قويًا وقوة اقتصادية لكويتية مقارنة بالعملة اليمنية المتقلبة.
تنعم العملات الخليجية باستقرار نسبي في السوق المصري، فمثلاً سجل الدرهم الإماراتي أسعارًا حوالي 13.10 إلى 13.14 جنيه، وتراوح الريال السعودي بين 12.79 و12.86 جنيه، وهذه القيم تعكس الثقة في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، ما يجعلها ملاذاً مميزًا للمدخرين والمستثمرين وسط التقلبات الاقتصادية الإقليمية.

الأسباب المؤثرة في تفاوت أسعار صرف الريال اليمني وتحليل تأثيرها

يرجع التفاوت الحاد في أسعار صرف الريال اليمني إلى عوامل متعددة أبرزها الانقسام في البنك المركزي بين صنعاء وعدن، واختلاف السياسات النقدية التي تعتمدها كل سلطة، بالإضافة إلى اختلاف مصادر الدعم الخارجي لكل منطقة؛ فعدن تستفيد من الدعم الخليجي مما يدعم قيمة العملة نسبيًا، بينما تواجه صنعاء ضغوطًا اقتصادية تؤثر سلبًا على قيمتها.
كذلك تلعب التحويلات المالية من أبناء اليمن العاملين في الخارج دورًا حيويًا في تأمين السيولة بالعملة الصعبة، علماً أن هذه التحويلات تتركز في المحافظات الجنوبية مما يساهم في استقرار السوق هناك، أما المناطق الشمالية فتعاني من ندرة السيولة، كما تؤثر حركة التجارة ووضع الموانئ المختلفة في العرض والطلب على العملات.
في المقابل، يحافظ الدولار الأمريكي على استقراره في مصر عند مستويات بين 48.14 و48.26 جنيه، ويجد اليورو والإسترليني سوقًا مستقرًا نسبيًا بين 56.37-56.90 جنيه و65.34-65.70 جنيه على التوالي، وذلك يعكس نجاح سياسات البنك المركزي المصري في إدارة الأسواق النقدية، خلافًا للوضع في اليمن الذي يشهد تقلبات يومية حادة بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد.