مفاجأة السوق .. سعر الجنيه يتجاوز 40 ألفًا والذهب يشهد تحولات حاسمة في الاتجاه المقبل

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعًا ملحوظًا، خصوصًا بعد تجاوز سعر الجنيه الذهب حاجز الـ 40 ألف جنيه، حيث وصل الجنيه إلى 40800 جنيه، وسط تقلبات متسارعة في الأسواق العالمية واهتمام متزايد من المستثمرين. هذا الارتفاع يأتي في ظل تراجع الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

تأثير تجاوز سعر الجنيه الذهب حاجز الـ 40 ألفًا على السوق المحلي والعالمي

سجلت أسعار الذهب المحلية ارتفاعات ملحوظة تشير إلى زخم متصاعد في السوق، حيث ارتفع جرام الذهب عيار 21 إلى 5100 جنيه، بينما بلغ عيار 24 مستوى 5829 جنيهًا، وعيار 18 وصل إلى 4371 جنيهًا، أما عيار 14 فبلغ 3400 جنيه، مع استقرار الجنيه عند 40800 جنيه. هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع صعود الأوقية عالميًا إلى 3785 دولارًا، بعد أن سجلت قمة تاريخية عند 3791 دولارًا، مما يعكس تأثر الذهب بالتقلبات العالمية المرتبطة بقرارات الفيدرالي الأمريكي وتوترات الشرق الأوسط وصراعات روسيا والناتو. خلال الأيام الماضية، شهد الذهب تحركات قوية نتيجة زيادة الطلب المؤسسي، حيث ارتفعت الأسعار بأكثر من 50 جنيهًا بين تعاملات يوم الثلاثاء ويوم الاثنين السابق، مع توقعات مستمرة لمزيد من التحركات في سعر الذهب.

العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي أدت إلى ارتفاع سعر الجنيه الذهب

برزت عدة عوامل أساسية خلف تحرك سعر الجنيه الذهب نحو مستويات غير مسبوقة، منها توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية بناءً على تصريحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار إلى احتمال عدم رفع الفائدة سريعًا رغم التضخم. كما عزز تعيين المحافظ الجديد ستيفن ميران التوجه نحو تيسير نقدي أكبر، ما دفع الأسواق لتسعير خفضين إضافيين هذا العام. يعكس مؤشر CME FedWatch احتمالات عالية لذلك، مع نسبة 90% في أكتوبر و73% في ديسمبر لخفض 25 نقطة أساس. إلى جانب ذلك، تصاعدت التوترات الجيوسياسية بين روسيا والناتو، بالإضافة إلى تصاعد الاشتباكات في الشرق الأوسط، مما دفع المزيد من المستثمرين للبحث عن الذهب كملاذ آمن. هذا المزيج من التوترات الاقتصادية والجيوسياسية خلق بيئة مثالية لارتفاع الذهب وتعزيز جاذبيته.

تدفقات الاستثمار والطلب على الذهب بعد تجاوز سعر الجنيه 40 ألف جنيه

شهدت الأسواق مؤشرات قوية على زيادة اهتمام المستثمرين بشكل مباشر مع تجاوز سعر الجنيه الذهب حاجز الأربعين ألف جنيه، حيث ارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى خلال أكثر من ثلاث سنوات. يعكس هذا نموًا ملحوظًا في الطلب المؤسسي على المعدن الأصفر، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المعقدة. على الصعيد الاستهلاكي، سجلت الهند طلبًا قويًا رغم ارتفاع الأسعار المحلية، حيث بلغت أقساط الذهب مستويات غير مسبوقة قبل موسم الأعياد، ما يعكس مرونة الطلب هناك. في سياق آخر، ترتبط هذه الزيادة أيضًا بالمخاطر الجيوسياسية المستمرة، خصوصًا مع تصاعد النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع حدة الصراع في الشرق الأوسط، ما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن للمحافظ على رأس المال وسط حالة عدم الاستقرار.

يتضح أن ارتفاع سعر الجنيه الذهب، رغم كونه علامة واضحة لتغيرات السوق، لا يأتي من فراغ بل هو نتيجة تداخل عوامل معقدة تشمل سياسات نقدية أمريكية متغيرة، طلب استثماري متزايد، وتوترات جيوسياسية متفاقمة، تمثل جميعها محفزات أساسية لدعم مستويات الأسعار الحالية. يتابع المستثمرون تحركات الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، إذ أن أي إشارة جديدة إلى تيسير نقدي أو بيانات اقتصادية ضعيفة قد تؤدي إلى موجة صعود إضافية للذهب. وفي ظل تقلبات الدولار وانخفاض عوائده، يبقى الذهب خيارًا مفضلًا للاحتفاظ بالقيمة، مع بقاء الأوقية قريبة من حاجز 3800 دولار، مما يؤكد أهمية متابعة تطورات الأسعار عن كثب لتعزيز الاستراتيجيات الاستثمارية في الأسواق المحلية والعالمية.