جامعة الفيصل.. اتفاقية غير مسبوقة لبناء مشروع استثنائي داخل الحرم الجامعي خلال أيام
وقعّت جامعة الفيصل بالرياض اتفاقية تعاون مع شركة وطنية متخصصة لإنشاء محطة مصغرة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية داخل الحرم الجامعي لتعزيز الاستدامة البيئية، حيث يشكل هذا المشروع نموذجًا حيًا يوفر منصة تعليمية تطبيقية تتيح للطلاب وأعضاء هيئة التدريس دراسة نظام طاقة متكامل في بيئة حقيقية.
دور محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في تطوير البحث العلمي والتعليم الجامعي
مثّل جامعة الفيصل في توقيع الاتفاقية الأستاذ الدكتور محمد آل هيازع، رئيس الجامعة، الذي أكد على أهمية المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مساهمة الجامعات في القضايا البيئية. ومن خلال إنشاء موقع اختبار للطاقة الشمسية، سيتم توفير بيانات عملية قابلة للتحليل، بالإضافة إلى تدريب الطلاب على تقنيات إنتاج الطاقة المتجددة ومراقبة الظروف المناخية من خلال أنظمة ذكية ونظيفة. هذه المحطة تسهم في ربط الجانب الأكاديمي بالتطبيقات العملية التي تدعم مبادرات الجامعة البيئية، وعلى رأسها مبادرة التنمية المستدامة، مما يعزز جودة التعليم ويخدم المجتمع بشكل مباشر.
فرص تدريب الطلاب والتحديث المستمر لمنهجية تدريس الطاقة الشمسية
يحصل طلاب كليتي الهندسة والعلوم على فرصة ذهبية للتفاعل مع نظام طاقة شمسي فعلي، الأمر الذي يمنحهم خبرة مباشرة في تركيب وتشغيل وصيانة المحطات الشمسية المتجددة، وهو ما يعزز فهمهم العميق لتقنيات الطاقة المتجددة. إلى جانب ذلك، تسعى الاتفاقية إلى تطوير برامج بحثية مشتركة بين جامعة الفيصل والشركة الوطنية، وتحديث المناهج الأكاديمية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل في قطاع الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة عمومًا، مما يجعل الطلاب أكثر استعدادًا لسوق الوظائف وتحديات المستقبل في مجال الطاقة النظيفة.
مراقبة دقيقة وإدارة بيانات الطاقة الشمسية لتحسين الأداء والتطوير المستدام
تُجهز المحطة بأنظمة مراقبة متطورة تتيح قياس إنتاج الطاقة وكفاءة الأداء بدقة، إلى جانب جمع وتحليل بيانات الطقس وتأثيرات الظروف المناخية على الإنتاج الكهربائي. حسب الخطة الزمنية، تستغرق عملية تركيب وتشغيل المحطة مدة قصيرة، في حين تمتد فترة جمع البيانات والاختبار إلى 48 شهراً على الأقل. هذا يتيح لأعضاء هيئة التدريس والباحثين الوصول الكامل إلى منصة إلكترونية متخصصة لتحليل البيانات وتطوير الدراسات العلمية المتقدمة في مجال الطاقة الشمسية. كما تساهم هذه المنصة في إثراء المناهج التعليمية بمواد مستندة إلى بيانات واقعية، تعكس التحديات الفعلية لتشغيل الطاقة الشمسية في بيئات المملكة الصحراوية.
تكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة في ظل التزام المملكة بتحويل مصادر الطاقة النمطية إلى مصادر نظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية ضمن أهداف الرؤية الوطنية 2030. وتعكس الاتفاقية وعي المؤسسات الأكاديمية بدورها الجوهري في تحقيق الاستدامة، من خلال تقديم بيئة تعليمية تربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. ومن خلال هذا المشروع، تؤكد جامعة الفيصل حرصها على أن تكون في طليعة الجامعات السعودية الداعمة للابتكار والتطوير في مجال الطاقة الشمسية، فضلاً عن تمكين التعاون بين القطاعين التعليمي والخاص لتكريس الثقافة البيئية والتنموية في المملكة.