تحول جذري.. المحلل السياسي التركي فراس أوغلو يكشف مخاطر استقبال تركيا لصدام حفتر وتقربها من المنطقة الشرقية

استقبال تركيا لصدام حفتر وتواصلها مع المنطقة الشرقية في ليبيا يعكسان استراتيجية مركزة لتعزيز حضورها في البلاد، وهو ما أثار قلق عبد الحميد الدبيبة، ودفعه للبحث عن حلول عبر المفاوضات مع اليونان؛ تجنبًا لتصاعد التوترات في المنطقة. هذه التحركات التركية تعكس اهتمامًا واضحًا بالاستفادة من الفرص الاقتصادية والنفطية في شرق ليبيا، إلى جانب تعزيز حضورها في طرابلس بموجب التزامات تعاقدية رسمية.

موقف تركيا في ليبيا وأثره على التقارب مع المنطقة الشرقية

تركيا تسعى لتوسيع نفوذها في كافة أنحاء ليبيا، خاصة في المنطقة الشرقية التي تتركز فيها ثروات النفط والفرص الاقتصادية المتنوعة؛ وهذا يعد سببًا رئيسيًا في تعديل تحركاتها نحو استقبال صدام حفتر والتقرب إلى تلك المنطقة. تركيز أنقرة على التواجد الشامل يعزز من قوتها التفاوضية ويمنحها موقعًا استراتيجيًا ضمن الصراعات القائمة، كما تؤكد التزاماتها الرسمية مع طرابلس على جدية هذا التوجه، ما يقلل من احتمالية تدهور علاقتها بها بسب هذه الخطوات.

تأثير تحركات تركيا على المفاوضات الليبية-اليونانية

وعي عبد الحميد الدبيبة بشأن تصاعد النفوذ التركي في شرق ليبيا دفعه لاتخاذ مبادرات دبلوماسية مع اليونان التي تمثل جزءًا من الاتحاد الأوروبي القوي سياسيًا. فتجنب الدخول في مواجهة حادة مع الاتحاد الأوروبي يمثل ضغطًا مهمًا على الدبيبة، حيث يسعى للحفاظ على علاقات متوازنة تضمن استمرار الدعم الخارجي دون التعرض لنزاعات قد تعرقل استقراره السياسي. ومع ذلك، تبقى هذه الضغوط محدودة بسبب تباين مصالح القوى الأمريكية والأوروبية في المنطقة، مما يخفف من جدية المطالب الأوروبية بخصوص ترسيم الحدود البحرية مع اليونان.

التحالفات والتوازنات السياسية في شرق المتوسط ودور تركيا

تركيا تستغل الانقسامات الضعيفة داخل الكتلة الأوروبية سواء على الصعيد الاقتصادي أو العسكري أو الجيوسياسي لخدمة مصالحها في ليبيا، خاصة بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع طرابلس التي أصبحت ورقة قوية ضد الضغوط الأوروبية. السياسة الأمريكية في عهد ترامب تركز فقط على مصلحة الولايات المتحدة المتعلقة بالنفط والطاقة؛ وهو ما منح تركيا هامشًا أكبر للمناورة والتمسك بمواقعها في ليبيا دون التأثر الكبير بالموقف اليوناني أو الأوروبي. في الوقت ذاته، تُدير إسرائيل تحركات خفية في شرق المتوسط بالتعاون مع أطراف مختلفة، تسعى من خلالها لاحتواء النفوذ التركي ومحاصرة مصالحه. إقرار البرلمان الليبي لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية يعزز قوة ليبيا التفاوضية مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات الجرف القاري.

الطرف الدور الأهداف
تركيا تعزيز النفوذ في ليبيا، استغلال الفرص الاقتصادية توسيع السيطرة السياسية والاقتصادية، تأمين حدود بحرية قوية
الدبيبة محاولة التوازن بين قوى إقليمية ودولية الحفاظ على الدعم الأوروبي وتجنب النزاعات
اليونان والاتحاد الأوروبي الضغط السياسي في مجال ترسيم الحدود البحرية حماية مصالحها الإقليمية في شرق المتوسط
ترامب/الولايات المتحدة تركيز على مصالح النفط والطاقة تأمين مصادر الطاقة دون الالتفات للصراعات الإقليمية
إسرائيل توجيه تحركات سياسية سرية تقليل النفوذ التركي في شرق المتوسط
  • تركيا تعتمد على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية لتعزيز موقفها السياسي والاقتصادي في ليبيا
  • الصراع في شرق المتوسط لا يقتصر على دول بعينها بل يشمل تحالفات إقليمية معقدة
  • الضغوط الأوروبية على ليبيا محدودة بسبب مصالح متباينة مع الولايات المتحدة
  • الدبيبة يحاول الموازنة بين دعم الاتحاد الأوروبي وخيارات تركيا الاقتصادية
  • نشاط إسرائيل الخفي يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى ملف شرق المتوسط

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.