تغيرات مفاجئة.. الذهب يواجه تحديات جديدة مع توقعات خفض الفائدة المستمرة وتأثيرها على الأسواق المالية

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم، مدفوعةً بتوقعات خفض الفائدة المستمرة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن يعزز الطلب على المعدن الأصفر.

ارتفاع أسعار الذهب مع توقعات خفض الفائدة وتأثير التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعًا بحوالي 50 جنيهًا مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5020 جنيهًا، بينما ارتفعت أسعار الأوقية عالميًا بنحو 42 دولارًا لتصل إلى 3727 دولارًا، وفق تصريحات سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة». وتراوحت أسعار الذهب في الأعيرة المختلفة بين 3347 جنيهًا لعيار 14 و5737 جنيهًا لعيار 24، وسط ثبات سعر الجنيه الذهب عند 40160 جنيهًا. هذا الارتفاع يعود أساسًا إلى تراجع قيمة الدولار وترقب الأسواق لبيانات التضخم التي ستصدر قريبًا، وهو ما يعزز توقعات المستثمرين بأن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض الفائدة أكثر.

توقعات أسعار الذهب مع مؤشرات الفيدرالي الأمريكي والمخاطر الجيوسياسية

يتوقع خبراء أن تستمر موجة ارتفاع أسعار الذهب مدعومة بتلميحات حول خفض إضافي لأسعار الفائدة من الفيدرالي الأمريكي خلال الأشهر القادمة، حيث يميل الاحتياطي إلى تنفيذ خفضين إضافيين حتى نهاية العام. إضافةً لذلك، ترفع حالة التوتر السياسي الناجمة عن الحرب الروسية-الأوكرانية من قيمة الذهب كأصل آمن، إذ يعكس ذلك فقدان الأسواق للثقة في الدولار واعتماد المستثمرين على الذهب كأداة تحوطية أمام التضخم ومخاطر عدم الاستقرار. ويتحرك الذهب قرب مستوى 3700 دولار للأوقية، مسجلًا أعلى سعر له في تاريخ المعاملات مؤخرًا، وسط سياسة الحذر التي يتبعها الفيدرالي.

تصريحات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على أسعار الذهب وأسواق الأسهم

خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي لأول مرة منذ ديسمبر الماضي، مع توقعات بخفضات إضافية نتيجة ضعف سوق العمل، لكن رئيس الفيدرالي جيروم باول أكد أن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة، مضيفًا أن خطوة خفض الفائدة تهدف لإدارة المخاطر دون التسرع في رفعها مرة أخرى. بينت هذه التصريحات تأثيرًا مباشرًا على تحركات الدولار الذي سجل أعلى مستوياته في فترة أسبوع، بينما يتوقع المستثمرون انخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل بشكل أسرع من المتوقع، مما يعزز الطلب على الذهب. من ناحية أخرى، شهدت أسواق الأسهم ارتفاعًا قياسيًا خلال الجلسات الآسيوية، ما حد من وتيرة ارتفاع الذهب مؤقتًا، لكن التوترات الدولية، مثل اعتراض حلف الناتو لمقاتلات روسية بالقرب من المجال الجوي لإستونيا، زادت من حالة القلق العالمي.

تظل الأنظار متجهة نحو البيانات الاقتصادية القادمة والتي تشمل مؤشرات مديري المشتريات، وطلبات إعانة البطالة، والناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، حيث تعتبر هذه المؤشرات محركًا رئيسيًا لمسار السياسة النقدية للفيدرالي خلال الفترة المقبلة، ما سيؤثر بشكل مباشر على تحركات أسعار الذهب واستقرار الأسواق المالية. تتزامن هذه الأحداث مع تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي من المتوقع أن تواصل توضيح اتجاه السياسة النقدية، مما يجعل الذهب محورًا رئيسيًا في القرارات الاستثمارية القادمة وسط عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة.