الكرة الذهبية.. هل تحولت إلى رهينة المراهنات وتأثيرها على مستقبل الجوائز؟

تتزامن في باريس لحظة تسليم الكرة الذهبية مع تأجيل الكلاسيكو الفرنسي بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا إلى نفس يوم الحفل، لتعيش المدينة حالة من التناقض بين إثارة مباراة كرة القدم وبريق احتفال توزيع الجوائز، خاصة مع تواجد مرشحين بارزين مثل عثمان ديمبلي وأشرف حكيمي الحاضرين لحفل الكرة الذهبية ضمن قائمة المترشحين.

كيف تؤثر المراهنات على توقعات فوز الكرة الذهبية في فرنسا؟

برز اسم عثمان ديمبلي على رأس الترشيحات وفقًا لقوائم المراهنات التي تصدرتها شركة William Hill، مهيمنة بفارق واضح على منافسيه حتى قبل الإعلان الرسمي عن الفائز بالكرة الذهبية، مما أضفى على الجائزة طابعًا مشابهاً للأسواق المالية أكثر منه لمنافسة كروية بحتة. الصحافة البريطانية، مثل The Times، رأت في ديمبلي المرشح المنطقي خاصة بناءً على أرقامه وموسمه القوي، فيما ركز موقع The Analyst على تفاصيل مساهماته التهديفية ومراوغاته، ولكن أشرف حكيمي بقي لاعبا أقل ظهورًا في النقاشات بسبب موسمه الدفاعي المعقد، وهو ما يعكس تهميش المدافعين في مسابقة الكرة الذهبية.

نظام التصويت على الكرة الذهبية وأثره على فرص اللاعبين مثل ديمبلي وحكيمي

يقتصر التصويت على الجائزة على مئة صحافي من الدول الأعلى ترتيبًا في تصنيف الفيفا، يمنح كل صحافي نقاطًا من الأولى إلى العاشرة وفق ترتيب محدد يبدأ بـ15 نقطة للأول وينتهي بنقطة واحدة للعاشر؛ دون تدخل مباشر من الجمهور، رغم تأثيرات الرأي العام في الأجواء الإعلامية. وتُظهر التحليلات أن ديمبلي يحظى باهتمام كبير، ويحتل غالبًا المراتب الأولى، بينما يامال وشقيقه الصاعد يتمتعان بشعبية واهتمام كثانوي، ويبقى حكيمي ضمن مراتب أدنى بسبب موقعه الدفاعي الذي لطالما قلل من فرصه في الفوز بهذه الجائزة. ما يزيد اللعبة تعقيدًا هو عدم توفر إحصاءات رسمية عن عدد الأصوات أو تفاصيل قوائم التصويت ما يجعل كل التوقعات قائمة على تسريبات غير مؤكدة ومراهنات.

لامين يامال ورمز الجيل الجديد في مواجهة ضغوط الجوائز والمراهنات

يبرز حضور لامين يامال، الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، الذي يحضر للحفل برفقة أسرته، كرمز متجدد لمستقبل كرة القدم، يعكس التناقض بين بساطة وأحلام العائلة وبين تعقيدات السوق والمراهنات المحيطة بالكرة الذهبية. هذا المشهد يلقي الضوء على مدى تحول الجائزة من مجرد تتويج رياضي إلى حدث يعبر عن صراع بين الأداء الكروي، العمليات الإعلامية، وحركة المراهنات. في نهاية المطاف، يظل السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت الكرة الذهبية لا تزال تكرم الإنجازات الرياضية الحقيقية، أم أصبحت مكافأة للرهانات والصراعات الإعلامية المحيطة بها.