احذر هذه العادة.. نصائح مهمة لتغيير سلوك الاستيقاظ من النوم بسهولة وفاعلية
حتى أول لحظة تستيقظ فيها، يلجأ الكثيرون إلى تصفح الهاتف المحمول، ولكن استخدام الهاتف فور الاستيقاظ يعطل وظائف الدماغ الحيوية ويقلل من جودة التركيز طوال اليوم؛ فالدماغ في بداية اليوم يكون في ذروة نشاطه العصبي مع ارتفاع طبيعي في هرمونات مثل الدوبامين والكورتيزول، وهما المسؤولان عن التحفيز والتركيز والإبداع، ولكن استخدام الهاتف في هذه الفترة يسرق هذه الطاقة الحيوية ويضعف أداء العقل.
كيف يؤثر استخدام الهاتف فور الاستيقاظ على نشاط الدماغ وتركيزك
في الصباح الباكر، يكون الدماغ مستعدًا لاستقبال المحفزات والتكيف معها بفعالية كبيرة؛ إذ تجدد مستويات الدوبامين، المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة، نشاطها بشكل طبيعي خلال النوم، ما يمنح الإنسان دفعة قوية من التحفيز والتركيز عند الاستيقاظ. ولكن عند بدء اليوم بتصفح الهاتف، تتداخل هذه العملية الهامة، فتتعطل قدرة الدماغ على الانطلاق الذهني بشكل صحي؛ إذ تؤكد الدكتورة ويندي سوزوكي، عالمة الأعصاب بجامعة نيويورك، أن النظر في الشاشة أولًا يقلل من استفادة الدماغ من الطاقة العصبية المتجددة، ويوجه العقل نحو تحفيزٍ اصطناعي عبر محتوى الهاتف، ما يحد من الإبداع والقدرة على التركيز الحقيقي طوال اليوم.
تصفح الإنترنت قبل النوم وتأثيره على جودة النوم والنفسية
ما لا يقل أهمية هو عادة استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، التي أظهرت دراسات عدة آثارًا سلبية على جودة النوم والصحة النفسية. فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة الملك سعود أن تسعة من كل عشرة أشخاص يستخدمون الهواتف قبل النوم، وأظهرت الدراسة أن 41.7% منهم يعانون من نوم غير منتظم أو سيء، مع تضاعف المخاطر لدى أولئك الذين يقضون من 16 إلى 30 دقيقة على هواتفهم قبل النوم. وأكد الفريق البحثي ضرورة الانتباه إلى هذه الظاهرة لما لها من تأثيرات سلبية على إنتاجية الأفراد وصحتهم العامة. ويرجع جزء كبير من هذه المشكلة إلى التعرض للضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف، إذ يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، ما يؤدي إلى اضطرابات في الساعة البيولوجية وتقليل القدرة على الاسترخاء.
نصائح فعالة للتقليل من تأثير استخدام الهاتف على النوم والاستيقاظ
لتجنب هذه التأثيرات السلبية على المزاج والتركيز، ينبغي تقليل استخدام الهاتف خاصة في الفترات الحساسة التي تسبق النوم أو تلي الاستيقاظ مباشرة، حيث يمكن اتباع خطوات بسيطة لكن فعالة:
- تأجيل استخدام الهاتف لمدة 20 دقيقة بعد الاستيقاظ، لاستثمار فترة النشاط العصبي بشكل أفضل
- ممارسة تمارين التمدد أو التأمل لزيادة الاسترخاء وتحفيز الإبداع
- تحديد ثلاثة أهداف شخصية تركز عليها خلال اليوم لتوجيه الانتباه نحو مهام مهمة
- إنشاء روتين نوم يقلل من مدة استخدام الشاشات قبل النوم بساعة كاملة
- شحن الهاتف في مكان بعيد عن سرير النوم لتجنب الإغراء باستخدامه أولًا
هذه الإجراءات تعزز من قدرات الدماغ الطبيعية على التركيز وتحسين المزاج، كما تساعد في تحسين جودة النوم وتخفيف التوتر الذهني، مما ينعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية والإنتاجية اليومية.
التحول من استخدام الهاتف بشكل فوري بعد الاستيقاظ إلى تخصيص وقت للتركيز الذهني والنشاط البدني الخفيف يمنح الدماغ فرصة لاستعادة قوته الطبيعية، فيما يؤدي التقليل من التعرض للشاشات قبل النوم إلى تنظيم هرمونات النوم الحيوية، مما يجعل اليوم يبدأ بنشاط وصفاء ذهني ويسير بسلاسة أكبر نحو تحقيق الإنجاز.