مبادرات حكومية.. تمكين وتطوير وتنمية الشباب وتأهيلهم لسوق العمل بمهارات حديثة وفرص واعدة

تسعى المبادرات الحكومية إلى تأهيل الشباب لسوق العمل من خلال تعزيز مهاراتهم وتمكينهم اقتصادياً ومهنياً، وهو ما يُعدّ أساس نجاح فترة التحول الاقتصادي الرقمي وتشجيع ريادة الأعمال في مصر خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل مبادرات تأهيل الشباب لسوق العمل محورًا رئيسيًا في الخطة الوطنية للتنمية.

نجاحات مبادرة «مشروعك» في تمويل وتأهيل الشباب لسوق العمل

حققت مبادرة «مشروعك» إنجازات ملموسة في دعم الشباب منذ انطلاقها عام 2015 وحتى يوليو 2025، حيث أشارت وزارة التنمية المحلية إلى تمويل ما يقرب من 221 ألف مشروع صغير ومتوسط عبر محافظات الجمهورية، بمبلغ قروض تجاوز 34.1 مليار جنيه، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في توفير نحو مليون و456 ألف فرصة عمل للشباب والنساء في مختلف القرى والمراكز والمدن؛ ما يجعل هذه المبادرة من أهم أدوات تأهيل الشباب لسوق العمل وتمكينهم من الاعتماد على الذات. كما تضافرت جهود عدة مبادرات أخرى في تطوير مهارات الشباب لتتماشى مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة وريادة الأعمال.

الرؤية الوطنية 2032 وأهم المحاور في تأهيل الشباب لسوق العمل

تُعد المبادرة القومية لرؤية مصر 2032 إطارًا شاملاً لتمكين الشباب في المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية، عبر أربعة محاور رئيسة ترتكز على التنمية الشاملة للشباب والمراهقين، وتشجيع الرياضة كجزء من نمط الحياة، إلى جانب تطوير الرياضة التنافسية والإبداعية، وتحسين الحوكمة في قطاعي الشباب والرياضة؛ ما يسهم في بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل بشكل متكامل يراعي الجوانب الاجتماعية والثقافية بجانب الاقتصادية.

مبادرات Digital Entrepreneurs وبداية جديدة لبناء الإنسان ودورهما في تطوير مهارات الشباب لسوق العمل

تُركز مبادرة Digital Entrepreneurs على تأهيل نحو 12 ألف شاب سنويًا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الرقمية، عبر دبلومات مكثفة تتراوح مدتها بين 4 إلى 9 أشهر، تستهدف فئة عمرية من 15 حتى 32 عامًا، مما يعزز قدراتهم على التكيف مع سوق العمل المتغير باستمرار في العصر الرقمي. من جهة أخرى، أطلقت مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان في سبتمبر الماضي عدة برامج تدعم الجوانب الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية، بهدف تخفيف الأعباء على الأسر المصرية وتعزيز جودة التعليم والصحة والثقافة إلى جانب تعزيز فرص التوظيف.

الجهود المستمرة في تحسين جودة التعليم والصحة والثقافة وريادة الأعمال لتأهيل الشباب لسوق العمل

تهدف مبادرة بداية جديدة إلى تحسين واقع التعليم والصحة والثقافة والرياضة من خلال عدة إجراءات رئيسة ومنها: القضاء على كثافة الفصول، وتأهيل وتدريب المعلمين، وتحديث المناهج التعليمية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز برامج الدعم الصحي والتأهيل لسوق العمل، بالإضافة إلى دعم النشاط الرياضي في المدارس والجامعات، وتوسيع دور الثقافة والمسرح والسينما لتشمل جميع الفئات العمرية، مع التركيز على الصحة العامة وتقليل وفيات الأطفال؛ مما يسهم بشكل فعال في إعداد جيل قادر على تلبية متطلبات سوق العمل بكل كفاءة.

تُظهر هذه المبادرات الحكومية حرص الدولة على تنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل عبر توفير بيئة متكاملة تجمع بين الدعم المالي والتدريب المتخصص وبرامج التنمية الذاتية، مما يضمن بناء قدرات وطنية شابة قادرة على الإبداع والإنتاج في مجالات عدة تواكب التطور التكنولوجي وتدعم الاقتصاد الوطني.