تطور مفاجئ.. نهاية صراع تيك توك تقترب مع واشنطن وبكين نحو تسوية تاريخية

توصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار تفاهم مبدئي لإنهاء نزاع “تيك توك” الطويل، يتضمن إنشاء لجنة مشتركة لمراقبة سياسات إدارة البيانات وخوارزميات التوصية داخل التطبيق لضمان عدم استغلالها لأغراض تجسسية أو سياسية، ما يعزز الثقة في بيئة تشغيل “تيك توك” لدى المستخدمين الأميركيين ويخفف أسباب الحظر المحتمل.

كيفية إدارة بيانات المستخدمين في “تيك توك” ضمن الاتفاق الأميركي الصيني

يركز الاتفاق المبدئي بين واشنطن وبكين على ضمان تخزين بيانات المستخدمين الأميركيين داخل الولايات المتحدة، مع تطبيق إجراءات رقابية شفافة لمراجعة خوارزميات التوصية التي يعتمدها “تيك توك”، وذلك عبر لجنة مشتركة مستقلة، لضمان الالتزام بمعايير الأمان الخاصة التي تحمي الأمن القومي الأمريكي دون فرض قيود تعسفية؛ إذ يشكل هذا التوجه استجابة متوازنة لمخاوف الخصوصية والتجسس التي أثارت الجدل خلال السنوات الماضية بين الجانبين. ويأتي هذا الإطار في سياق تعاون يتفق عليه الطرفان ويدعم احترام السيادة الرقمية وتبادل البيانات ضمن قوانين واضحة، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الصيني تشين قانغ في كلمة أمام الأمم المتحدة.

تطورات خطيرة في ملكية “تيك توك” وطموحات الصفقة التاريخية

أسفرت محادثات امتدت يومين في مدريد عن اتفاق مبدئي ينص على نقل ملكية منصة “تيك توك” إلى جهة أميركية بالكامل، ما يمهد الطريق لتوقيع اتفاق نهائي قريبًا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ. ويهدف هذا التوجه إلى الاحتفاظ بمكتسبات التطبيق السوقية مع إزاحة المخاوف الأمنية، وقد رحب ترامب بهذه الخطوة التي تُسعد ملايين المستخدمين الشباب في الولايات المتحدة، مؤكدًا نيته استكمال المفاوضات بنهاية الأسبوع. وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أوضح أن المرحلة القادمة تشمل استكمال التفاصيل النهائية للصفقة دون الكشف عن هوية الطرف الأميركي الجديد، في حين أكد الجانبان الصيني والأميركي حرصهما على الالتزام بالقوانين الدولية وحماية حقوق الشركات ضمن هذه الصفقة.

تأثير اتفاق “تيك توك” على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

ينعكس الاتفاق المبدئي على قضية “تيك توك” ضمن إطار أوسع من المحادثات التجارية والرقابية بين واشنطن وبكين، حيث تخطط الدولتان لعقد جولة تفاوض جديدة الشهر المقبل لتثبيت تفاصيل الصفقة وتنظيم الرسوم الجمركية والتجارة الثنائية، والتي تم تمديد هدنة بشأنها حتى الثاني عشر من نوفمبر. في الوقت نفسه، تشهد العلاقات التجارية توترات متزايدة في ملفات تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات، كما بدأت الصين تحقيقات ضد شركة “إنفيديا” في هذا الصدد، بينما اتفق الطرفان على خفض مؤقت للرسوم الجمركية لمنع تعكير سلاسل التوريد. ويأمل المسؤولون من كلا الجانبين أن تساهم هذه الخطوات في تعزيز البيئة الاستثمارية وفتح الأسواق أمام التطبيقات الصينية مثل “تيك توك” دون المساس بمصالح الأمن القومي.