ارتفاع الطل.. الخبير الاقتصادي طارق الصرماني يكشف أسباب وتأثيرات الارتفاع الأخيرة

ارتفع الطلب على الدولار بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، وذلك نتيجة القلق المتزايد لدى المواطنين من استمرار تراجع قيمة الدينار الليبي، وهو ما يعكس هشاشة النظام النقدي المحلي وتأثيره المباشر على الأسعار المحلية وتكلفة المعيشة.

ارتفاع الطلب على الدولار كنظام حماية في ظل تراجع الدينار الليبي

يشهد السوق الليبي زيادة مستمرة في الاقبال على الدولار، إذ يُنظر إليه كملاذ آمن يوفر نوعًا من الاستقرار مقارنة بالدينار المنهار، خاصة للأفراد والشركات التي تعتمد على الاستيراد، حيث ارتبطت أسعار السلع والخدمات بالعملات الأجنبية. هذا التحول يعكس خوفًا كبيرًا من تدهور القوة الشرائية للدينار، مما يدفع العديد إلى التعامل بالدولار لتفادي مزيد من الخسائر المالية.

تداعيات انخفاض قيمة الدينار على الأسعار المحلية وتكلفة المعيشة

يؤدي هبوط قيمة الدينار إلى زيادة ملحوظة في أسعار السلع والخدمات داخل السوق المحلي، حيث يتضاعف العبء على المواطنين نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد الذي يعتمد بشكل أساسي على العملات الأجنبية، لا سيما الدولار. تراجع الدينار لا يقتصر على تأثيره الاقتصادي فقط، بل يمتد ليشمل التحديات الاجتماعية الناجمة عن تزايد الأعباء المالية على الأسر، ما يزيد من صعوبة تأمين حاجياتهم الضرورية بشكل مستدام.

مخاطر التعامل بالدينار وتأثير غياب السياسات المالية الحامية للقوة الشرائية

أصبح التعامل بالعملة المحلية محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا للأجهزة المستوردة التي تعتمد بشكل رئيس على الدولار أو غيره من العملات الأجنبية؛ حيث لا توفر السياسات المالية الحالية حماية كافية للقوة الشرائية للدينار، مما يفاقم من مشكلة انخفاض قيمته. الاستخدام المتزايد للدولار يعكس هشاشة النظام النقدي وغياب الإجراءات الرامية إلى استقرار الاقتصاد الوطني، كما يبرز الحاجة الملحة لإصلاحات مالية تدعم استقرار العملة المحلية وحماية المواطنين من تقلبات الأسواق.