مهارة دبلوماسية.. المحلل السياسي مهند حافظ أوغلو يوضح أهمية بحث خارجية الدبيبة لترسيم الحدود البحرية في اليونان
ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا واليونان: تحليل خطوة الدبيبة وتأثيراتها الإقليمية
ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا واليونان بات محور اهتمام كبير بعد التحرك الذي قام به رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إذ جاء بحث الخارجية الليبية لهذا الملف خطوة تعد تصعيدًا يهدف إلى فرض خريطة تحالف جديدة، مما يثير الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الخطوة على الوضع السياسي في ليبيا ودول الجوار الإقليمي.
الدوافع والتحديات خلف خطوة ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا واليونان
يسعى الدبيبة إلى إحداث تغيير جذري في التحالفات الإقليمية من خلال تعميق التعاون مع اليونان، متجاوزًا في ذلك مصالح تركيا ومصر، اللتين تلعبان دورًا رئيسيًا في المشهد الليبي؛ حيث تظهر هذه الخطوة محاولة لفرض خارطة جديدة على الواقع السياسي المتغير في ليبيا. لا يمكن إغفال التوتر الناتج عن ارتباط هذه الخطوة بالاتحاد الأوروبي، لا سيما أن الذهاب باتجاه اليونان قد يُقيد مصالح دول المنطقة ويثير حفيظة القوى الإقليمية المؤثرة، مما يجعل خطوة ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا واليونان تحمل في طياتها مخاطر تصعيدية متعددة.
انعكاسات سياسية وعسكرية لبحث الخارجية الليبية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان
تُظهر الأحداث الحالية أن خطوة الدبيبة تثير ردود فعل متباينة داخل الساحة الليبية، بعدما كان المشير خليفة حفتر معارضًا للاتفاقيات البحرية السابقة، يبدو اليوم الدبيبة راغبًا في إحباطها، لكن ذلك قد يضعه في مواجهة مباشرة مع مصالح حليفه وبلده، وقد يكلفه ذلك غالياً سياسيًا، خصوصًا في ظل التوقعات بوقوع مفاجآت جذرية في ملفات ليبيا خلال الأسابيع القادمة. في هذا السياق، تبرز تحذيرات من اللعب بالنار بالاعتماد على ورقة ترسيم الحدود البحرية، التي قد تكون سببًا في اهتزاز المواقف السياسية الداخلية وتغيير التوازنات القائمة.
موقف تركيا من الاتفاقية البحرية وتأثيره على المشهد الليبي
تُصر تركيا على الحفاظ على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا، مؤكدًة على أهمية الانفتاح على كافة المناطق الليبية بما فيها الشرق، وترفض تمامًا أي مساس أو مساومة على بنود هذه الاتفاقية التي تمثل حماية لمصالحها ومصالح ليبيا الاستراتيجية في البحر المتوسط. كما أبدت أنقرة استعدادها لرفع الدعم عن الدبيبة إذا استمر في عرقلة مرور الاتفاقية عبر مجلس النواب، مع إقرارها بالتعامل مع بديل يرغب الليبيون في اختياره، ما يعكس رغبة تركيا في الحفاظ على مصالحها دون التورط في صراعات داخلية قد تضر بموقعها الإقليمي.
الطرف | الموقف من الاتفاقية | التأثير المتوقع |
---|---|---|
عبد الحميد الدبيبة | يدفع لبحث ترسيم الحدود البحرية مع اليونان | تصعيد سياسي وخطر فقدان الدعم الإقليمي |
المشير خليفة حفتر | كان معارضًا سابقًا للاتفاقية | تراجع في التأثير السياسي مع تغييرات التحالفات |
تركيا | تدافع بحرارة عن الاتفاقية الحالية | رفع الدعم إذا استمر عرقلة الاتفاقية |
تطرح خطوة الدبيبة الخاصة بترسيم الحدود البحرية بين ليبيا واليونان مجموعة من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين القوى الإقليمية، خصوصًا وأنها قد تفتح بابًا واسعًا لصراعات جديدة في المنطقة، وهو ما سيحدده مآل اللقاءات المفترض عقدها في طرابلس. ويظل الملف الليبي على أعتاب مرحلة حساسة تشهد تقلبات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي الداخلي والإقليمي بشكل مختلف.