قفزة مذهلة.. الفضة تقترب من أعلى مستوى لعام 2024 عند 43 دولاراً للأونصة عالميًا
شهدت عقود الفضة الآجلة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث اقترب سعر الأونصة من أعلى مستوياته خلال العام الحالي، مدفوعة بزخم مزدوج من الطلب الصناعي المتزايد وجاذبيتها كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية الغامضة؛ إذ وصلت الأسعار إلى 43 دولارًا تقريبا للأونصة في بورصة كومكس.
عقود الفضة الآجلة تقترب من أعلى مستوياتها السنوية وسط طلب صناعي مرتفع
شهدت أسعار الفضة قفزة قوية بلغت حوالي 2% خلال جلسة تداول واحدة، لتصل إلى نقاط لم تشهدها منذ عام كامل، مما يعكس قوة كبيرة في سوق “المعدن الأبيض” العالمية. في نهاية جلسة يوم الجمعة، 19 سبتمبر 2025، سجلت عقود الفضة الآجلة لتسليم ديسمبر 2025 سعر 42.952 دولارًا للأونصة، مسجلة ارتفاعًا بلغ 0.834 دولارًا، بنسبة 1.98% خلال الجلسة الواحدة؛ الأمر الذي يؤكد الزخم الإيجابي اللافت في التعاملات. تجدر الإشارة إلى أن السعر تحرك في نطاق واسع بين 41.930 دولارًا كأدنى مستوى و43.405 دولارًا كأعلى مستوى، مقتربًا بذلك من أعلى سعر سجل خلال 52 أسبوعًا عند 43.435 دولارًا؛ ما يشير إلى اختبار مستمر لحاجز نفسي وفني مهم من شأنه فتح المجال لمزيد من الارتفاع في حال تم كسره.
الطلب الصناعي المتزايد يدفع الفضة للارتفاع ويزيد جاذبيتها الاستثمارية
يتفق المحللون على أن الصعود اللافت في عقود الفضة الآجلة يعود بشكل رئيسي إلى عاملين مترابطين يسهمان في خلق بيئة مناسبة لارتفاع الأسعار. أولاً، الطلب الصناعي الهائل على الفضة، ويتميز المعدن الأبيض عن الذهب بخاصية تلبية جزء كبير من قيمته من خلال استخداماته الصناعية الهامة. مع اتجاه العالم نحو اعتماد الطاقة النظيفة، تزداد حاجة الصناعات إلى الفضة لاستخدامها في تصنيع الألواح الشمسية، وهي عنصر حيوي في صناعة السيارات الكهربائية، وتقنيات الجيل الخامس (5G)، بالإضافة إلى الأجهزة الذكية الحديثة. يرتفع الطلب الصناعي بأشكال مختلفة، وهو ما يدعم بشكل كبير أسعار الفضة في الأسواق العالمية.
الفضة كملاذ آمن يستقطب المستثمرين مع تصاعد الضبابية الاقتصادية والتضخم
ثانيًا، تكتسب الفضة جاذبية متزايدة في فئة المعادن الثمينة كملاذ آمن وسط استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي وتصاعد مخاوف التضخم. مع وصل الذهب إلى مستويات سعرية مرتفعة للغاية، أصبح المستثمرون يبحثون عن بدائل أقل تكلفة؛ فتأتي الفضة خيارًا جذابًا نظرًا لقيمتها السوقية المناسبة وسهولة التداول بها. ينظر الكثيرون إليها كأداة تحوط فعالة، مما يرفع من حجم تدفقات الأموال نحوها، ويعزز الطلب عليها في السوق. هذه العوامل المشتركة جعلت عقود الفضة الآجلة تواجه فرصًا حقيقية للتجاوز والانتقال إلى مستويات سعرية جديدة في الفترات القادمة.
العامل | التأثير على الفضة |
---|---|
الطلب الصناعي | زيادة الطلب من قطاعات الطاقة الخضراء، السيارات الكهربائية، والالكترونيات الحديثة |
جاذبية الملاذ الآمن | تدفقات استثمارية مرتفعة في ظل الضبابية الاقتصادية والتضخم المتصاعد |
مع هذا الأداء القوي لعقود الفضة الآجلة، تظل الأسواق تترقب بداية تداولات الأسبوع المقبل بحذر وحماس متوقعين أن ينجح المعدن الأبيض في اختراق حاجز المقاومة السنوي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة من المكاسب السعرية في الفترة القادمة.