علاء فاروق يوضح المفاجأة.. التقارب الأخير بين مصر واليونان يعكس تحولات مهمة في الشأن الليبي

التقارب الأخير بين ليبيا واليونان يأتي ضمن مناكفات الدبيبة السياسية التي تستهدف تغيير موازين القوى في الملف الليبي، خاصة في ظل محاولات عقيلة صالح وحفتر إقناع أثينا بعدم اعتماد الاتفاقية البحرية الليبية التركية. هذا التحرك السياسي يعكس تصاعد التوترات التي تلعب دورًا محوريًا في صنع القرار داخل ليبيا والمنطقة المحيطة.

التقارب الليبي اليوناني وأبعاده السياسية في ظل الاتفاقية البحرية التركية

شهدت الفترة الأخيرة لقاءات وتحركات دبلوماسية بين حكومة الدبيبة واليونان، التي تسعى الأخيرة إلى تعزيز موقفها ضد الاتفاقية البحرية الليبية التركية عبر الضغط على حفتر ومجلس النواب، حيث أكد وزير الخارجية اليوناني أسباب بطلان الاتفاقية ومخالفتها لقانون البحار الدولي؛ مما يعكس رغبة أثينا في تعزيز مواقعها الإقليمية والسياسية في البحر المتوسط، كما تحاول حكومة الدبيبة استثمار هذا التقارب لكسب شرعية أوروبية إضافية، عبر التعاون في قضايا الهجرة المستمرة، وكذلك طلب وجود بعثة يونانية في طرابلس، وهذا يعكس استراتيجية مستحدثة للدبيبة لتحسين موقعه السياسي الذي يواجه تحديات عدة داخل ليبيا وخارجها.

تأثير تحركات الدبيبة على علاقاته مع تركيا وتحولات التحالفات الإقليمية

محاولات الدبيبة لتقريب وجهات النظر مع اليونان تخلط أوراق التحالفات التقليدية، لا سيما على الصعيد التركي؛ إذ شهدت العلاقة بين الدبيبة وأنقرة توترًا في الآونة الأخيرة، بعدما اتجهت تركيا نحو دعم صدام حفتر، وفقًا لتصريحات أردوغان التي تحدثت عن اتصالات وثيقة مع حفتر وأهمية تمرير الاتفاقية البحرية؛ وهذا يعكس تحولات في السياسة التركية التي لم تعد تعتمد كليًا على الدبيبة كحليف أساسي في ليبيا، بل تسعى لإدارة ملفات متعددة مع أطراف ليبية مختلفة؛ وهو ما قد يضع الدبيبة أمام تحدّيات جديدة في الحفاظ على توازناته السياسية.

محاولات الدبيبة لحشد الدعم الأوروبي والاستثماري لدعم حكمه وتأمين المصالح الليبية

يعمل الدبيبة على بناء جبهة داعمة في أوروبا عبر التركيز على الجانب الاستثماري، الذي يُعد حجر الزاوية في تأمين بقائه السياسي، حيث يسعى إلى إقناع الدول الأوروبية بتمويل مشاريع طاقة وتنمية في مناطق نفوذه، محذرًا من انتقال الاستثمارات إلى شرق ليبيا في حال تفعيل الخارطة الأممية وتغيير حكومته؛ كما يلقى هذا التوجه صدى في استراتيجية الدبيبة لكسب شرعية أوروبية ودولية، عبر الالتفاف على المسائل السياسية الساخنة، والتركيز على ملفات تنموية تخدم مصالح بلاده وتدفع نحو استقرار نسبي في ظل الصراعات المستمرة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

  • توجيه الضغوط اليونانية السياسية ضد الاتفاقية البحرية التركية
  • مغازلة الدبيبة لأوروبا عبر التعاون في ملفات الهجرة والاستثمارات
  • تغير الرهانات التركية بدعم حفتر بدلًا من الدعم الحصري للدبيبة
  • حشد الدعم الأوروبي للحكومة من خلال المشاريع الاقتصادية والطاقة

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.