توازن مستقر .. سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني يتماسك في منتصف تعاملات الجمعة

شهد سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني استقرارًا نسبيًا خلال منتصف تعاملات الجمعة، وسط تفاوت ملحوظ في السعر بين مناطق اليمن نتيجة الانقسام النقدي بين صنعاء وعدن، مما يعكس التأثير الكبير للوضع السياسي على سعر الصرف. هذا الاستقرار الجزئي لا يغطي التباينات الواضحة التي تسود السوق اليمني في الوقت الراهن.

تحليل سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني في عدن وصنعاء

تختلف أسعار الريال السعودي مقابل الريال اليمني بشكل حاد بين المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية في عدن وتلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء، حيث سجلت الأسعار في عدن حوالي 425 ريالًا يمنيًا للشراء و428 ريالًا للبيع، مما يعكس ثباتًا نسبيًا في التعاملات هناك، بينما على العكس من ذلك، تُسعر العملة في صنعاء بـ139 ريالًا للشراء و138.5 ريالًا للبيع، وهو فارق كبير يعكس تباينًا نقديًا واضحًا في الأسواق اليمنية.

انعكاسات التباين في سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني على الأسواق المحلية

ينشأ من هذا التفاوت أثر كبير على حركة الأسواق اليمنية، ذلك أن فرق سعر الصرف بين المحافظات يترجم إلى فروقات ملموسة في أسعار السلع والخدمات، وبالتالي، يزداد صعوبة ضبط السوق ومنع المضاربات المالية، وهو ما يخلق بيئة غير مستقرة لتعافي الاقتصاد المحلي. الأسواق في مناطق الحكومة الشرعية تواجه ضغوطًا ناجمة عن الفرق الواسع في القيمة الشرائية للعملة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.

توقعات واستراتيجيات لتحقيق استقرار سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني

يرتبط مستقبل سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني بعدة عوامل سياسية واقتصادية، حيث من المتوقع استمرار فجوة الأسعار بين صنعاء ومناطق الحكومة الشرعية ما لم يتم التوصل إلى حلول نقدية موحدة، تدعم استقرار العملة اليمنية وتحد من تدهورها الحاد الذي بدأ منذ عام 2015، حين فقد الريال أكثر من 300% من قيمته في بعض المناطق. للتعامل مع هذه التحديات، تم اعتماد سياسات نقدية صارمة مثل منح البنك المركزي سلطة وحيدة لإصدار العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ضبط الكتلة النقدية وترشيد الإنفاق الحكومي، مما ساعد على رفع قيمة الريال في مناطق الشرعية.

• البنك المركزي صار المصدر الوحيد للعملات الأجنبية، مما قلل من المضاربات.
• تقليص الإنفاق العام قلل من السيولة المتداولة، مما ساعد في استقرار العملة.
• ترشيد الإنفاق المؤسسي ساهم في تقليل الحاجة لطباعة المزيد من الأوراق النقدية.

في المقابل، لا تزال هناك مخاطر تهدد استقرار سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني، أبرزها احتمالية اختفاء السيولة من السوق، وفقدان الثقة بالعملة الجديدة صغيرة الحجم، بالإضافة إلى هيمنة العملات الأجنبية التي قد تقوض السيادة النقدية المحلية.

يبقى سعر الريال السعودي مقابل الريال اليمني مؤشرًا اقتصاديًا حساسًا يعكس التداخل بين العوامل السياسية والاقتصادية في اليمن، وأي تحركات جديدة في السياسات النقدية أو الاستقرار السياسي قد تترك أثرًا مباشرًا على سعر الصرف وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين في المناطق المختلفة.