تحول مفصلي .. المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية يكشف تفاصيل الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع
الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع يمثل خطوة أولى في مواجهة الأزمات الأمنية، لكنه يحمل في طياته إشارات إلى تحديات قد تواجه تنفيذ بنوده كاملاً. لم يُعلن الطرفان رسميًا عن تفاصيل الاتفاق رغم دخول بعض البنود حيز التطبيق، مما يثير تساؤلات حول العقبات التي قد تعيق استمرارية هذا التفاهم الأمني.
تداعيات الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع على المشهد السياسي
يُعتبر الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع بداية لإجراءات متدرجة تهدف إلى احتواء تأثير جهاز الردع وتقليل قوته العسكرية تدريجيًا، إذ يحرص الدبيبة على ضمان عدم امتلاك هذا الجهاز لأي قدرة تُشكل تهديدًا لطموحه السياسي والأمني، لا سيما في ظل امتلاك كاره القدرة على فرض تهديدات مستقبلية. هذه المعادلة المعقدة تشير إلى أن التوافق الحالي قد لا يستمر طويلاً، حيث من الممكن أن يلجأ الجهاز إلى التصعيد في حال شعوره بفقدان السيطرة أو التهديد المستقبلي.
الأسباب التي قد تؤدي إلى نقض الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع
تنبع احتمالية نقض الاتفاق الأمني من رغبة جهاز الردع في الحفاظ على قوته العسكرية كمصدر رئيسي لنجاحه وتأثيره، إذ لا يُستبعد أن يضطر إلى التمرد أو إعادة النظر في التفاهمات حال شعوره بأن مصالحه أو وجوده مهدد. على الرغم من قبول الجهاز مؤقتًا بخسارة بعض مناطق النفوذ، يبقى فقدان القوة العسكرية أمرًا غير مقبول، مما يجعل هذا الاتفاق هشًا أمام تغير الظروف السياسية والأمنية.
خطوات الدبيبة في مراقبة وتقليم أظافر جهاز الردع بعد الاتفاق الأمني
يمضي الدبيبة قدماً في تنفيذ إجراءات حاسمة بعد الاتفاق الأمني مع جهاز الردع، يستهدف من خلالها تقييد قدرة الجهاز تدريجيًا لضمان استقرار السلطة السياسية والأمنية التي يسعى لتثبيتها؛ حيث تعمل هذه الإجراءات على تقليل استعداد الردع للتهديد والمساومة، مع إبقاء المراقبة الدقيقة على تحركاته. كما تسعى حكومة الدبيبة إلى تحقيق توازن بين تطبيق بنود الاتفاق وفرض السيطرة على الأجهزة العسكرية للحفاظ على استقرار المشهد العام.
بهذا الشكل، يبقى الاتفاق الأمني بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع أحد المحطات المهمة في المشهد الليبي، لكنه يشير إلى صراع مستمر بين الأطراف حول السيطرة والقوة التي ليست مجرد اتفاقية مكتوبة فحسب، بل هي معركة حقيقية تستمر بوسائل مختلفة حسب الظروف.