دواء جديد لعلاج السمنة يؤخذ بالفم دون الحاجة لتغيير النظام الغذائي

أثبت عقار أورفورجليبرون عن طريق الفم فعالية ملحوظة في إنقاص الوزن لدى غير المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يمكن تناوله مرة واحدة يوميًا ويحقق خسائر وزن كبيرة مع سهولة الاستخدام. يرتكز تأثير أورفورجليبرون على تحفيز مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1، الذي يساهم في تنظيم مستويات السكر والشعور بالشبع، مما يجعل منه خياراً دوائياً واعداً في علاج السمنة.

كيف يساهم أورفورجليبرون في إنقاص الوزن بفعالية عالية وآلية عمله المميزة

يعمل أورفورجليبرون عن طريق تنشيط مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1، وهذا المستقبل يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم إفراز الإنسولين وتقليل إفراز الجلوكاجون الذي يرفع السكر في الدم؛ إضافة إلى إبطاء تفريغ المعدة، مما يعزز الشعور بالشبع ويقلل الحاجة لتناول الطعام، كما يؤثر على مراكز الشهية في الدماغ ليقلل الشهية ويحد من الرغبة في الأكل. يتميز الدواء بكونه مركبًا صغير الحجم وغير بروتيني، مما يسهل امتصاصه عبر الفم مقارنة بالأدوية المشابهة التي تحتاج للحقن.

نتائج دراسة أورفورجليبرون وتأثير الجرعات المختلفة على وزن المرضى

أظهرت دراسة واسعة النطاق، نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine، أن مستويات خفض الوزن تعتمد على الجرعة المستخدمة من أورفورجليبرون؛ إذ بلغ متوسط خسارة الوزن 7.5% مع جرعة 6 ملليغرام، و8.4% مع جرعة 12 ملليغرام، و11.2% مع جرعة 36 ملليغرام، مقارنة بانخفاض محدود بنسبة 2.1% لدى مجموعة الدواء الوهمي، وكانت النتائج التالية مميزة في مجموعة 36 ملليغرام:

  • انخفض وزن 54.6% من المشاركين بمعدل 10% أو أكثر
  • حقق 36% منهم خسارة وزن لا تقل عن 15%
  • فقد 18.4% من المرضى ما يعادل 20% أو أكثر من وزنهم

بالإضافة لذلك حصل المشاركون على تحسينات واضحة في محيط الخصر وضغط الدم، وانخفاض الدهون الثلاثية والكولسترول الضار، مع تحسن مؤشرات الالتهاب مثل البروتين المتفاعل عالي الحساسية.

مزايا أورفورجليبرون الفموية مقارنة بأدوية الحقن والأعراض الجانبية الشائعة

يمتاز أورفورجليبرون بسهولة إنتاجه وتكلفته الأقل مقارنةً بالأدوية المشابهة، كما يمكن تناوله عن طريق الفم مرة يوميًا دون الحاجة لتوقيت خاص بالنسبة للطعام أو الشراب وله نصف عمر يتراوح بين 29 و49 ساعة، مما يعزز الالتزام بالعلاج. بينما ترتبط الآثار الجانبية عموماً بالجهاز الهضمي، مثل الغثيان والإسهال، وتعتبر خفيفة إلى متوسطة الشدة، إذ أوقفت نسبة قليلة من المرضى العلاج بسببها مقارنةً بالمجموعة الضابطة. هذا الشكل الدوائي الجديد يقدم حلاً عمليًا لمن يعانون صعوبة الالتزام بأدوية الحقن، مع إمكانية انتشار أوسع خاصة في الدول ذات التحديات الاقتصادية أو اللوجستية.

الجرعة (ملليغرام) متوسط خسارة الوزن (%) نسبة المشاركين الذين فقدوا ≥10% نسبة المشاركين الذين فقدوا ≥15% نسبة المشاركين الذين فقدوا ≥20%
6 7.5 غير محدد غير محدد غير محدد
12 8.4 غير محدد غير محدد غير محدد
36 11.2 54.6% 36% 18.4%

تأتي هذه النتائج ضمن دراسة شارك فيها مرضى من 9 دول في 4 قارات، وهو ما يعزز قوة البيانات، إلا أن بعض القيود مثل عدم وجود مقارنة مباشرة مع أدوية أخرى معتمدة واستخدام معايير مؤشر كتلة الجسم المستندة إلى بيانات للسكان البيض قد تحد من تعميم النتائج على جميع الفئات السكانية.

يبقى انتظار الموافقات الرسمية للدواء من الجهات التنظيمية العالمية أمرًا ضروريًا، لكن النتائج الحالية تشير إلى تطور هام في علاج السمنة عبر خيار فعال وآمن وسهل الاستخدام، يفتح الباب أمام تغيير أساليب التقليل من الوزن بطريقة أكثر ملاءمة للمرضى حول العالم.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة