خفض الاتحاد الأوروبي اعتماد الغاز الروسي بعد ضغوط أمريكية واضحة

يخطط الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال الروسي بشكل عاجل، مستجيبًا لضغوط خارجية خصوصًا الأمريكية، حيث تسعى المفوضية الأوروبية لاستحداث إجراءات جديدة تهدف إلى التخلص الكامل من واردات الغاز المسال الروسي قبل نهاية عام 2027، وذلك لتقليل تأثير الصراعات الجيوسياسية على أمن الطاقة الأوروبي.

الضغط الأمريكي وتأثيره على خطة تقليل الاعتماد على الغاز المسال الروسي

تتعرض أوروبا لضغوط من الإدارة الأمريكية لتسريع وتيرة الحد من وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي، حيث طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتكثيف الجهود والحملات لوقف التجارة في الطاقة مع روسيا، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على دول مثل الهند والصين بسبب استمرار شرائها للنفط الروسي؛ غير أن بعض الدول الأوروبية تظهر تحفظات على هذا النهج، الأمر الذي دفع المفوضية إلى تسليط الضوء على الغاز المسال الروسي مباشرة في سياساتها الجديدة.

تغيرات السوق العالمية والبدائل المتاحة للغاز المسال الروسي في أوروبا

يُتوقع أن تشهد سوق الغاز العالمية فائضًا في النصف الثاني من العام المقبل، ما يخفض المخاطر المرتبطة بتأمين الإمدادات الأوروبية أو ارتفاع الأسعار نتيجة تقليل الاعتماد على الغاز المسال الروسي؛ وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعزز من قدرتها على توريد كميات أكبر من الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي، مع دخول محطات إنتاج جديدة حيز العمل خلال السنوات القادمة. ويستورد الاتحاد الأوروبي حوالي 50 مليار متر مكعب من الغاز المسال الأمريكي سنويًا، موزعة على عشر دول من الأعضاء، كما يتضمن اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التزامًا قيمته 750 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، ما يعزز التعاون بين الجانبين في قطاع الطاقة.

التحديات الأوروبية في تسريع التخلص من الغاز المسال الروسي

رغم التراجع الكبير في تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا بعد عام 2022، يظل الغاز المسال الروسي يساهم بحوالي 19% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي في 2024، مع اعتماد كبير من دول مثل إسبانيا وبلجيكا وفرنسا؛ ويواجه الاتحاد الأوروبي خلافات داخلية بشأن تضمين بند التخلص من الغاز المسال الروسي في حزمة العقوبات القادمة، حيث يتطلب ذلك دعمًا جامعًا من جميع الدول الأعضاء، بينما تُصر المفوضية على ضرورة تسريع وتيرة التخلص من هذا الاعتماد. يناقش البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد مشروعًا تنظيميًا يهدف لوقف واردات الغاز المسال الروسي نهائيًا بحلول عام 2027، لكنه يثير جدلًا نظرًا لأن التدابير المقترحة ستكون دائمة، خلافًا للعقوبات الأخرى التي يمكن رفعها مستقبلاً حسب التطورات السياسية. في الوقت نفسه، أشار باسكال دونوهو، رئيس اجتماعات وزراء المالية لمنطقة اليورو، إلى أن الاتحاد الأوروبي حقق تقدمًا مهمًا في تقليص اعتماده على الطاقة الروسية، مؤكدًا مواصلة الجهود لتسريع هذه العملية بفعالية.