تراجع أسعار النفط للجلسة الثانية مع زيادة المعروض وضعف طلب أمريكا

انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي وسط وفرة المعروض وتراجع الطلب الأمريكي على الوقود الذي أثار مخاوف قوية لدى المستثمرين بشأن آفاق السوق العالمية، مما دفع النفط للتراجع بشكل ملحوظ اليوم الخميس.

تراجع أسعار النفط وتأثير العرض والطلب الأمريكي

سجلت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.19% أو ما يعادل 13 سنتًا، ليصل السعر إلى 67.82 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.28%، مع خسارة 18 سنتًا، مسجلًا 63.87 دولارًا للبرميل، وسط استمرار حالة الوفرة في المعروض وفشل الطلب الأمريكي في التعافي، ما ضغط على الأسعار في الأسواق النفطية العالمية.

تأثير قرار الفيدرالي بخفض سعر الفائدة على أسعار النفط

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية، مع الإشارة إلى استمراره في تقليل تكلفة الاقتراض تدريجيًا خلال الأشهر القادمة، نظرًا لضعف سوق العمل الأمريكي؛ ورغم أن خفض الفائدة عادةً ما يعزز الطلب على النفط ويدفع الأسعار للصعود، إلا أن السوق كان قد احتسب الخطوة قبل تطبيق القرار. وأكدت كبيرة محللي السوق في شركة “فيليب نوفا”، بريانكا ساشديفا، أن الرسالة المتشائمة لرئيس الفيدرالي جيروم باول حول ضعف سوق العمل واستمرار مستويات التضخم المرتفعة أثرت بشكل أكبر من الخفض ذاته، مبينة أن القرار جاء ضمن إطار إدارة المخاطر لكنه لا يدعم زيادة الطلب على النفط حاليا. كما أشار كلاوديو حاليمبرتي، كبير الاقتصاديين في “ريستاد إنرجي”، إلى أن سياسة البنك المركزي تعكس قلقًا أكبر من ارتفاع معدلات البطالة مقارنة بمخاطر التضخم، مما يضع ضغوطًا إضافية على سوق النفط.

الوفرة المستمرة في المعروض وتأثيرها على سوق النفط العالمي

زاد حجم الإمدادات النفطيّة في السوق بشكل واضح، مع ضعف ملحوظ في الطلب الأمريكي الذي يُعد أكبر مستهلك عالمي للنفط، ما فرض ضغوطًا كبيرة على أسعار النفط. حيث أشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى انخفاض مخزونات الخام بشكل ملحوظ في الأسبوع الماضي، تزامنًا مع هبوط صافي الواردات إلى أدنى مستوى تاريخي، وارتفاع الصادرات إلى أعلى مستوى خلال عامين تقريبًا. مع ذلك، سجلت مخزونات المقطرات زيادة غير متوقعة بلغت 4 ملايين برميل، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة مليون برميل فقط، مما يرجح تفاقم ضعف الطلب المحلي ويؤثر سلبًا على أسعار النفط في الأسواق الدولية.