مدير التعليم الفني بالقاهرة يتخذ ابن الرداء الخفي وسيلة جديدة لضبط المخالفات في المدارس

اختار أن يتنكر ليشهد بنفسه تفاصيل ما يحدث داخل المدارس الفنية، وقرر د. خالد عبده مدير إدارة التعليم الفني بمديرية القاهرة التعليمية ارتداء زي غامض يشمل جلبابًا مع غطاء للرأس يخفي وجهه، ليتجول بحرية في أروقة المدارس الفنية دون أن يتعرف عليه أحد، مراقبًا الموقف عن قرب؛ فشهد واقعًا لا يعكس سوى شكاوى الطلاب وأولياء الأمور التي وصلت إليه، حيث كانت ملفات الطلاب تُرفض دون دفع مبالغ مالية، ما يشكل عقبة حقيقية أمام أحلام أسر بسيطة ترى في التعليم الفني بوابة للحصول على فرص عمل أفضل.

تجربة التخفّي تكشف المشكلات الكبرى في مدارس التعليم الفني بالقاهرة

قضى د. خالد عبده أيامًا وأسابيع في زي متخفي داخل المدارس الفنية بمديرية القاهرة، حيث كانت عيناه ترصدان كل حركة، وأذناه تستمعان لكل كلمة؛ غير أن أكثر ما أثار حزنه كان حديثه مع ولية أمر أنهكها الحر بحثًا عن ملف التقديم لابنها، والذي اضطرت لشرائه من مكتبة خارج المدرسة بمبلغ 2500 جنيه، رغم أن الملف يجب أن يُتاح داخل المدرسة بمبلغ رمزي فقط؛ وعندما استفسر عن سبب الشرء خارجيًا، أجابته بأن الملف «مش موجود» داخل المدرسة. هذا المشهد جسد الواقع المؤلم الذي تعانيه منظومة التعليم الفني، ولعله أبرز الشهادات الحية على حجم المخالفات التي تحدث بعيدًا عن الرقابة.

ردة الفعل الحاسمة بعد تأكيد صحة الشكاوى في التعليم الفني

بعد أن تحقق من صحة الشكاوى التي وصلته شخصيًا خلال رحلته المتخفية؛ لم يتردد د. خالد عبده في عقد اجتماع عاجل مع مديري التعليم الفني في الإدارات التعليمية الـ 35 بالقاهرة، حيث كشف عن هويته وقدم زي التخفّي الذي ارتداه، مما أثار ارتباك الحضور وتغير في نبراتهم. لم تقتصر الخطوة على المفاجأة فحسب، بل تحولت إلى إجراءات صارمة؛ إذ شملت إعفاء عدد من المديرين المتورطين أو المتقاعسين، وإحالة المخالفات للتحقيق الفوري، مع التأكيد على ضرورة متابعة دقيقة ومستديمة للمدارس الفنية لضمان انضباط العمل.

تدابير شاملة لتطوير منظومة التعليم الفني وضمان العدالة بين الطلاب

ضمن قراراته الحاسمة، قرر د. خالد عبده تنفيذ عملية تدوير شاملة لكل مديري التعليم الفني في الإدارات التعليمية ونقل 95% من مديري المدارس الفنية من مواقعهم الحالية، وذلك لتعزيز مستوى الرقابة وتحسين جودة التعليم. وشدد خلال الاجتماع على أن مديرية القاهرة التعليمية ستواصل تشديد الرقابة الداخلية والعمل على تحقيق العدل بين الطلاب، بما يضمن توفير فرص متساوية لهم دون أي تمييز أو تجاوزات تعيق مستقبلهم في التعليم الفني.

الإجراء التفاصيل
التخفّي والتجول في المدارس ارتداء زي جلباب مع غطاء للرأس للتعرف على حقيقة الأوضاع دون لفت الانتباه
التحقق من الشكاوى مقابلة أولياء الأمور والتأكد من وجود ملفات التقديم خارج المدرسة بأسعار مبالغ فيها
الإجراءات العقابية إعفاء مديرين متورطين وإحالة المخالفات للتحقيق الفوري
التدوير الإداري تدوير جميع مديري التعليم الفني وتغيير 95% من مديري المدارس الفنية
الرقابة الداخلية تعزيز المتابعة لضمان انضباط العمل وتحقيق العدالة

توضح تجربة د. خالد عبده أن تحسين منظومة التعليم الفني يتطلب إجراءات صارمة ورقابة دقيقة، مع الاستماع إلى أصوات الطلاب وأولياء الأمور الذين يعانون من التجاوزات، إذ لا يمكن ترك مستقبل أجيال كاملة رهينة لفوضى التجاوزات التي تضر بمصادرهم وفرص نجاحهم في سوق العمل. لذا، فإن التعرف على كل تفصيل صغير داخل المدارس الفنية والعمل على معالجته بشكل جذري هو السبيل الأضمن لضمان بيئة تعليمية عادلة ومناسبة لكل الطلاب.

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.