فيلم “ضي”: كيف جسد رحلة الهجرة من النوبة إلى القاهرة في 90 دقيقة
يجرؤ الطفل ضيّ القادم من النوبة على الحلم بأن يصبح مغنيًا رغم تحديات مرض المهق الذي يعاني منه، مما يجعل رحلته من جنوب مصر إلى القاهرة قصة ملهمة عن الإصرار والتغلب على الصعاب في مجتمع يحيط به التنمر والخوف.
فيلم ضيّ وحكاية الطفل المُصاب بمرض المهق الذي يطارد حلمه الغنائي
يحكي فيلم ضيّ قصة طفل نوبي يُولد بمرض المهق، الذي يجعله حساسًا جدًا لأشعة الشمس، ما يعرضه للتنمر والتمييز المستمر؛ إلا أن حلمه لا يتوقف عند حدود المرض، فهو يسعى لأن يكون مغنيًا متميزًا على خطى محمد منير الذي يلهمه منذ الصغر؛ تبدأ رحلته مع فرصة استثنائية للمشاركة في برنامج مواهب بالقاهرة، يرافقه في الرحلة والدته وأخته ومعلمة موسيقى شابة، ليبدأوا مواجهة ليست فقط مع المرض، بل مع نظرة المجتمع الخاطئة والخوف الذي يحاصره.
أداء إسلام مبارك يسطع في فيلم ضيّ ويجسد عمق الأمومة والصبر
تُظهر الفنانة إسلام مبارك في دور أم ضيّ مزيجًا نادرًا من العواطف بين خوف الأمومة وحرصها على تمكين ابنها، ممّا جعل أداؤها محور إعجاب المخرج كريم الشناوي والجمهور، بتعبيراتها التي تجاوزت حدود التمثيل لتكشف حالة إنسانية مميزة؛ المشاهد التي جمعت بين الأمل والخوف ساهمت في رفع مستوى الفيلم عاطفيًا وأعطته بعدًا إنسانيًا عميقًا يجذب المشاهد منذ بداياته.
توليفة مميزة من نجوم الزمن الجديد وضيوف شرف كبار في ضيّ
ضم فيلم ضيّ مجموعة متنوعة من الممثلين الشباب والمحترفين، من بينهم بدر محمد بدور الطفل ضيّ، وأسيل عمران كمعلمة الموسيقى، وأسلوب إسلام مبارك المذهل في دور الأم، بالإضافة إلى حنين سعيد في دور الأخت، ويشترك في الإنتاج أحمد يوسف، هيثم دبور، وكريم الشناوي، بينما كتب السيناريو هيثم دبور الذي يبرع في تقديم موضوعات ذات رسائل إنسانية؛ ومن أبرز مفاجآت الفيلم مشاركة محمد منير كضيف شرف يحمل رمزية خاصة كونه مصدر الإلهام لضي، إضافة إلى أكثر من 12 نجمًا منهم أحمد حلمي، محمد ممدوح، صبري فواز، تامر نبيل، وأسماء بارزة أخرى تُضفي ثقلًا فنيًا وتنوعًا مذهلاً على العمل.
اسم النجم | الدور/المشاركة |
---|---|
محمد منير | ضيف شرف ورمز إلهام بطل الفيلم |
أحمد حلمي | ضيف شرف |
محمد ممدوح | ضيف شرف |
صبري فواز | ضيف شرف |
تامر نبيل | ضيف شرف |
أحمد عبد الحميد | ضيف شرف |
عارفة عبد الرسول | ضيف شرف |
محمود السراج | ضيف شرف |
يمزج كريم الشناوي في إخرج فيلم ضيّ بين الحلم والواقع بشكل بارع، حيث اعتمد في التصوير على قرى النوبة التي أضافت بعدًا ثقافيًا وجماليًا يبرز أصالة البيئة التي نشأ فيها الطفل ضيّ؛ هذا المزج ساعد في تقديم تجربة سينمائية ممتعة ومؤثرة، توازن بين عنصر التشويق والرومانسية والحكاية الاجتماعية التي تحيط بالقصة.
يُقدم الفيلم رسالة إنسانية واضحة حول التنمر الذي يعانيه ذوو الاختلافات الجسدية، ويستعرض صبر الأمومة التي تُعتبر طاقة دعم لا تنضب في مواجهة تحديات الحياة، بالإضافة إلى قوة الإرادة التي تدفع لضمان تحقيق الأحلام رغم كل القيود؛ وجدت هذه الرسائل صدى واسعًا لدى الجماهير والنقاد على حد سواء، ممن أثنوا على قدرة الفيلم على معالجة هذه المواضيع بحساسية وعمق يلامسان الواقع.
تفاعل الجمهور بشكل لافت منذ الإعلان عن الفيلم، وأعرب الكثيرون عن شغفهم برؤية قصة تجمع بين المعاناة والتميز الفني، ويتجلى ذلك في التعليقات عبر وسائل التواصل التي أظهرت الحماس الكبير لمشاهدة أداء إسلام مبارك الذي يُعد من أبرز أسباب نجاح العمل، إضافة إلى مشاركة محمد منير التي أضفت لمسة خاصة من الحنين والوفاء لما يُمثل من رمزية.
فيلم ضيّ لا يُعد مجرد عمل سينمائي جديد، بل رحلة متكاملة تجمع التحدي والإصرار مع استقبال دفء الفن والأمل، ويُبرز ذلك بوضوح من خلال قصته، وأداء نجومه، ورؤية مخرجه، مما يجعل تجربة المشاهدة ذات تأثير إنساني عميق وأبعاد متعددة تجذب المهتمين بعقول وقلوب مفتوحة.