جماهير مصرية تفسر انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك على أنه خيانة.. فما السبب؟
في كرة القدم المصرية، تُعدّ انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك قضية حساسة للغاية، تتجاوز مجرد تبديل ألوان الناديين لتصل إلى حد اعتبارها «خيانة» لدى كثير من الجماهير، وخاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين مميزين مثل أحمد السيد (زيزو)، الذي يعيش حالياً حالة من الجدل بعد أنباء انتقاله إلى الأهلي، وهو ما أثار غضب جمهور الزمالك بشكل واضح.
تفاصيل انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك وأثرها على المشاعر الجماهيرية
تاريخ انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك غني بالوقائع المثيرة، فمثلاً أول انتقال مسجل كان لحسين حجازي الذي انتقل من الأهلي إلى الزمالك عام 1923، ثم عاد للأهلي في 1928 قبل أن يختم مسيرته مجدداً مع الزمالك. الانتقال الأبرز وأكثر تأثيراً كان انتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن من الأهلي إلى الزمالك بداية الألفية، حيث اعتبر المشجعون الأهليون هذه الخطوة خيانة بسبب مكانة حسام كهداف وقائد الفريق. وقد تركت هذه الخطوات أثرًاً قوياً في نفوس الجماهير التي تنظر بحساسية كبيرة لكل صفقة انتقال بين الغريمين.
قائمة اللاعبين الذين خاضوا تجربة اللعب بين قطبي الكرة المصرية وتأثير الانتقالات على الهوية الرياضية
شهدت كرة القدم المصرية انتقالات عديدة أقل ضجيجًا لكنها ليست أقل تأثيرًا، إذ تنوعت قائمة اللاعبين الذين مرت مسيرتهم بين الأهلي والزمالك، منهم جمال عبد الحميد، وعصام الحضري، وأحمد حسن من الأهلي إلى الزمالك، بينما مثل الزمالك نجومًا مثل مجدي طلبة، ومؤمن زكريا الذين انتقلوا للأهلي. هذه التحركات أظهرت مدى حساسية الجمهور تجاه مفهوم الانتماء، حيث لا تُقاس قيمة اللاعب فقط بموهبته، بل بموقفه من قميص الغريم.
دور الإعلام والتحليل النفسي في تصعيد أزمة انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك
يرى أشرف محمود، رئيس الاتحاد المصري للثقافة الرياضية، أن غضب الجماهير من انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك مرتبط بتعصب موروث لا يتماشى مع منطق الاحتراف الذي يقتضي تقبل تغيّر الأندية مقابل عروض أفضل. كما يلفت الدكتور وائل الرفاعي، أستاذ علم النفس الرياضي، إلى أن التنافس بين الأهلي والزمالك تحول من منافسة رياضية صحية إلى صراع نفسي، يتم تصوير اللاعب القادم من الغريم بوصفه خائناً، وهذا ما تغلغل في ثقافة الجماهير وجعلها تنظر للنادي على أنه كيان فوق الأفراد. الإعلام غير المحايد ووسائل التواصل الاجتماعي يزيدان من حدة هذه المشاعر، حيث يُمكن لأي فرد التعبير عن رأيه بشكل مباشر، مما يؤدي إلى تصعيد تعليقات الكراهية والشحن السلبي.
- تُعزز حساسية انتقالات اللاعبين مشاعر الرفض والاحتقار بين جماهير الناديين.
- يُنظر إلى اللاعب الذي ينتقل من ناديه إلى الغريم كخيانة للانتماء العاطفي.
- الإعلام وريادة منصات التواصل يساهمان في تضخيم النزاعات الجماهيرية.
- تنتقل نفس الظاهرة إلى ألعاب الصالات مثل كرة اليد والكرة الطائرة، مع انتقالات مثيرة للجدل.
- اللاعبون أنفسهم يرون انتقالاتهم ضمن إطار المهنية والاحتراف، متفاوتين مع المواقف العاطفية للجماهير.
انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك تحمل دلالات تتجاوز المستطيل الأخضر، فهي تلمس أعماق الانتماء والهوية والولاء لدى المشجعين، الأمر الذي يجعل هذه الصفقات ليست مجرد تبديل ألوان بل معركة نفسية تُعيد تشكيل ملامح التنافس في أروقة الرياضة المصرية.