محمد العلي الفايز يرقد في ذمة الله عن عمر 87 عاماً بعد مسيرة حافلة بالتغييرات الإدارية
وداعاً لصانع التحولات الإدارية، يغيب الوزير محمد العلي الفايز عن 87 عاماً، حاملاً إرثاً من التجديد في منظومة الخدمة المدنية السعودية، التي شهدت بفضل جهوده نقلة نوعية من الديوان التقليدي إلى وزارة فاعلة تُدار برؤية عصرية.
رحلة حياة الوزير محمد العلي الفايز ومسيرة عطائه في الخدمة المدنية السعودية
أعلنت المملكة العربية السعودية صباح الأربعاء 16 أبريل 2025 وفاة الوزير محمد العلي الفايز عن عمر يناهز 87 عاماً، وهو أحد أبرز الشخصيات التي أسهمت بحرفية في تطوير مؤسسات الدولة، لا سيما في مجالات العمل والشؤون الاجتماعية والخدمة المدنية. وكان الفايز شخصية وطنية فريدة تركت بصمة قوية في تاريخ الإدارة العامة بالمملكة، حيث تحوّل بفكره القيادي الوزارة إلى مساحة ديناميكية تُجسد تطلعات الدولة الحديثة.
مسيرة الوزير محمد العلي الفايز المهنية: من العمل الاجتماعي إلى إعادت تشكيل الخدمة المدنية
امتدت مسيرة الفايز المهنية لأكثر من عدة عقود حافلة بالإنجازات، انطلقت من تعيينه محافظاً للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ثم شغل منصب وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. في عام 1403 هجرياً، بدأ فترة ولايته كوزير للعمل والشؤون الاجتماعية واستمر بها حتى 1416 هجرياً، ليُعاد تعيينه وزيراً للخدمة المدنية في 1420 هجرياً، بعد إقرار تحويل الديوان إلى وزارة رسمية لأول مرة. خلال هذه الفترة، كان الفايز العامل الرئيسي في تحديث آليات العمل الحكومي وتعزيز الانضباط الإداري بما يواكب متطلبات العصر.
التعليم والمؤهلات الأكاديمية التي أهلت الوزير محمد العلي الفايز لقيادة التغيير الإداري
وُلد محمد العلي الفايز في عام 1937 بمنطقة حائل، ونال تعليمه الأساسي والثانوي في المدينة المنورة. حصل على درجة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة، ومن ثم نال شهادة الماجستير في الإدارة العامة من الولايات المتحدة الأميركية. هذا المزيج بين التعليم المحلي والخبرة الدولية مكّنه من تبني منهجيات وأفكار جديدة طورت الهيكل الإداري السعودي، مع المحافظة على الخصوصية الوطنية في تطبيق السياسات الحكومية.
الجوائز والتكريمات التي حازها الوزير محمد العلي الفايز مقابل جهوده في تطوير الخدمة المدنية
تقديراً لإنجازاته وأثره الإيجابي، منح الملك عبدالعزيز الفايز وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية، الذي يعد واحداً من أرفع الأوسمة في المملكة. كما شهد عام 2011 نهاية خدمة الوزير محمد العلي الفايز بعد قبول طلب إعفائه من منصب وزير الخدمة المدنية، محققاً سجلًا حافلاً من العمل الدؤوب والتطوير المستمر في مؤسسات الدولة، مما ترك إرثًا لا ينسى في القطاع الحكومي السعودي.
إرث الوزير محمد العلي الفايز في خدمة تطوير منظومة الخدمة المدنية السعودية
لم يكن الفايز مجرد وزير عادي في تاريخ الخدمة المدنية، بل كان صانع تحول أدار بإتقان عملية هيكلة المؤسسات الحكومية، مكرساً مبادئ الانضباط والعدالة الوظيفية. وما زال إرثه حياً في قلوب آلاف الموظفين والقيادات الإدارية الذين عايشوا تطبيق رؤيته المتقدمة، التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من التحديث المؤسسي للمملكة. هذا الإرث يستمر في إلهام الأجيال لتعزيز الأداء الحكومي وبناء مستقبل إداري مستدام.