إنزاجي وهلال الرياض: الأسباب غير المتوقعة لتخليه عن قناعاته الفنية

ظهر أسلوب سيموني إنزاجي مع الهلال السعودي مختلفًا عن التوقعات التي رسمها أنصار الفريق، خاصة بعد النجاحات التي حققها مع إنتر ميلان، وكانت الكلمة المفتاحية “طريقة لعب سيموني إنزاجي مع الهلال السعودي” محورًا أساسيًا لفهم تطورات تكتيكاته وتأثيرها على أداء الفريق.

تطور طريقة لعب سيموني إنزاجي مع الهلال السعودي خلال كأس العالم للأندية

سعى سيموني إنزاجي لإحداث تغيير جوهري في طريقة لعب الهلال، مختارًا التحول إلى دفاع ثلاثي بدلاً من الرباعي التقليدي الذي اعتاد عليه النادي، وخاصة في بداية مشواره مع الفريق خلال كأس العالم للأندية؛ حيث كانت الفكرة تعتمد على تكوين عمق دفاعي محكم للحد من خطورة المرتدات السريعة التي تعتمد عليها الفرق المنافسة، مع إتاحة حرية هجومية أكبر للظهيرين كانسيلو وهيرنانديز، اللذين يمتلكان قدرة على التقدم وخلق فرص تهديفية. ولكن آليات العمل خلال البطولة، وكذلك نقص الوقت ومحدودية التأقلم بين اللاعبين، اضطروا إلى التراجع عن هذه الخطة، فاستعاد إنزاجي دفاعه الرباعي التقليدي ليحافظ على الثبات الدفاعي للفريق.

كيفية تطبيق إنزاجي لطريقة 4-1-4-1 لتعزيز الأداء الهجومي والدفاعي

مع بداية الموسم الجديد ومعسكر ألمانيا، اختار المدرب الإيطالي الحفاظ على نظام 4-3-3 مع تعديل ذكي تحوّل إلى 4-1-4-1، ليركز على دور روبن نيفيز كلاعب ليبرو متقدم، حيث يغطي النقص في مركز الدفاع بقدرته على الانسحاب للدفاع عند تقدم الثنائي حسان تمبكتي وكاليدو كوليبالي، وهذا يمنحه السيطرة الحاسمة في وسط الملعب مع دعم من كنو، ناصر الدوسري، وسيرجي سافيتش، الأمر الذي رفع من مستوى استقرار الخط الخلفي، مع تأمين نقل الكرة من الدفاع للهجوم بسلاسة أكبر.

تفضيل إنزاجي لاستغلال مواهب الهلال ضمن تكتيك دفاعي هجومي متوازن

لم يظهر أن إنزاجي يرغب في العودة إلى الدفاع الثلاثي، فلا يوجد لدى الهلال لاعبين يتمتعون بالخبرة اللازمة لتغطية مركز الليبرو المُتأخر بدقة عالية ودون أخطاء، مما دفعه إلى الاعتماد على روبن نيفيز في هذه المهمة الدفاعية، مع الاستفادة في الوقت نفسه من قدرات لاعبي الوسط الهجومي مثل ناصر الدوسري، سيرجي سافيتش، سالم الدوسري ومالكوم كأربعة ركائز أساسية لصناعة الفرص الهجومية وتغذية المهاجمين، دراوين نونيز أو ماركوس ليوناردو، اللذين يمثلان رأس الحربة الصريح داخل التشكيل. وهذه الاستراتيجية منحته ميزة الحفاظ على توازن واضح بين الدفاع والهجوم، مع فرصة لاستغلال مهارات اللاعبين في صناعة اللعب دون تكلف أو زيادة ضغط على الخط الخلفي.

كانت أمام إنزاجي خياران أساسيان: المواجهة المباشرة لتحديات تطبيق دفاع ثلاثي جديد بخطورة تعرضه للانتقاد في حال عدم نجاحه، أو التمسك بالخطة التي تعود عليها الفريق دفاعيًا وتحسينها بهدف تحقيق أعلى استفادة من قدرات اللاعبين وتحقيق تكامل خلال المباريات. اختار المدرب الإيطالي المسار الثاني، محافظًا على استقرار الهلال، ومنح فريقه فرصة تقديم أداء متوازن يمكن تطويره في المستقبل مع الحفاظ على وضوح الأدوار وخلوها من الأعذار.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.