أسعار النفط: برنت يتفوق في التماسك وسط تقلبات الأسواق العالمية العنيفة

استقر سوق النفط في التعاملات الأخيرة بعد ثلاثة أيام من الارتفاع المتواصل، حيث يعيد المستثمرون تقييم تأثير الضربات الأوكرانية على منشآت النفط الروسية مع توقعاتهم بعودة فائض المعروض العالمي قريباً، مما يؤثر بشكل مباشر على تذبذب أسعار النفط في الوقت الحالي. فقد وصل خام برنت إلى مستوى أعلى من 68 دولارًا للبرميل بعد زيادة 3.2% خلال أيام التداول السابقة، بينما بقي خام غرب تكساس الوسيط مستقرًا بالقرب من 64 دولارًا.

الضربات الأوكرانية وتأثيرها على إنتاج النفط الروسي

شهدت الأسواق العالمية تصاعد التوترات إثر الهجوم الأوكراني المتكرر على مصفاة “ساراتوف” الروسية، والتي تعد من أهم منشآت النفط في روسيا، ما تسبب في تقليص الإنتاج بشكل ملحوظ. وفقًا لتقارير “غولدمان ساكس”، أدى استمرار هذه الضربات إلى انخفاض إنتاج روسيا، العضو في تحالف أوبك+، إلى أدنى مستوى له منذ جائحة كورونا؛ الأمر الذي يضيف عاملًا جديدًا لتعقيد حالة سوق النفط وسط تأثيرات جيوسياسية متشابكة.

العقوبات الأوروبية وتأثيرها على تجارة النفط الروسي

بالتزامن مع ذلك، تسعى المفوضية الأوروبية إلى فرض حزمة عقوبات جديدة تستهدف شركات في الصين والهند، متهمةً إياها بتسهيل تداول النفط الروسي؛ وهو ما يرفع من حدة الضغط على موسكو. وأكدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تسريع التخلص التدريجي من واردات الوقود الأحفوري الروسي، في خطوة تهدف إلى إضعاف الدعم المالي للكرملين وتعزيز الاستقلالية الطاقية الأوروبية.

تقلبات أسعار النفط وتوقعات المستقبل في سوق الطاقة

على الرغم من الضغوط، ظلت تقلبات خام برنت الضمنية للعقد الثاني عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وتداولت الأسعار الفورية ضمن نطاق ضيق منذ بداية أغسطس، ما يدل على تحفّظ المتعاملين في ظل الظروف الحالية التي تمزج بين التوترات الجيوسياسية وتوقعات فائض المعروض العالمي. ويتوقع المحللون مزيدًا من التذبذب في أسعار النفط نتيجة تعقيدات استمرار الضربات على منشآت روسيا وضغوط المعروض، مما يضع المستثمرين أمام تحديات غير مسبوقة في تحديد اتجاهات مستقبل سوق النفط خلال الفصول القادمة.

• تراجعت صادرات النفط الروسية بسبب الهجمات المستمرة على منشآتها الحيوية
• الاتحاد الأوروبي يسرّع عقوباته للضغط على صادرات النفط الروسية
• الأسواق تتعامل بحذر مع تذبذب الأسعار وسط مزيج من عوامل الطلب والعرض

تظهر الصورة أن أسعار النفط تواجه مرحلة من الاستقرار الهش، يحددها التوازن الصعب بين تراجع العرض الروسي والطلب العالمي المتوقع؛ مما يجعل الضربات الأوكرانية وتأثير العقوبات جزءًا من معادلة أساسية في تشكيل حركة الأسعار وتحركات السوق المستقبلية.