لغة الضاد تتصدر أولويات “كونغرس العربية” نحو مستقبل الثقافة العربية

شهد اليوم الثاني من كونغرس العربية والصناعات الإبداعية نقاشات غنية حول مستقبل المحتوى الرقمي واللغة العربية في ظل التطور التكنولوجي، حيث برزت أهمية المحتوى الرقمي العربي كركيزة أساسية في الاقتصاد الإبداعي الجديد، ويمكن القول إن هذا المؤتمر رسم ملامح جديدة للاقتصاد الثقافي المرتبط باللغة والتكنولوجيا الحديثة.

دور المحتوى الرقمي العربي في دعم الاقتصاد الإبداعي وتعزيز الفرص

انطلقت فعاليات اليوم بجلسة بعنوان «صنّاع المحتوى، رأس المال، وميزان القوى: من الرابح في الاقتصاد الجديد؟» حيث تفاعل نخبة من الخبراء مثل مون باز من شركة «ميتا»، وباسل عنبتاوي من «تيك توك»، وسامر لحود من «سناب شات»، لإبراز أثر المحتوى الرقمي في إعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية، ودعم صانعي المحتوى العربيين. وأكدت مون باز أن الصفة الأساسية لصانع المحتوى الناجح هي التأثير الواقعي والارتباط بالقيم والتراث، مما يعزز القدرة على التوسع عالمياً خاصةً مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي يسهل الترجمة ويزيل الحواجز اللغوية. وأشارت إلى أهمية الاستمرارية والجودة، مشيدة بالدعم الحكومي الإماراتي عبر الإقامة الذهبية والتسهيلات التي تفتح آفاق النجاح. من جهته، أوضح باسل عنبتاوي أن الصدق والابتكار في المحتوى هما مفتاح الانتشار، مشيراً إلى أن اللغة العربية لا تشكل عائقاً أمام النمو الاقتصادي، وذكر قصص نجاح في المجال مثل صانعي محتوى الغذاء الذين تحولوا إلى أصحاب مطاعم. بينما نوه سامر لحود إلى أهمية استخدام اللغة العربية لبناء علاقة وثيقة مع المتابعين، معتبراً أن الدعم الاقتصادي الذي تقدمه المنصات يشجع صانعي المحتوى على تحسين جودة أفكارهم وأدائهم.

اللغة العربية والتحولات التقنية: آفاق جديدة في المحتوى الرقمي

ناقشت جلسة «اللغة العربية والتحول المرتقب» كيفية تحقيق التوازن بين الفصحى واللهجات المحلية في ظل التحولات السريعة التي يشهدها المجال الإعلامي والإبداعي. شارك في الجلسة الدكتور علي بن تميم من مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة هنادا طه تامير من جامعة زايد، إضافة إلى مروة خوست من «غوغل» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تطرقوا إلى الفرص التي تتيحها هذه التغيرات وكذلك التحديات التي يفرضها تنوع اللهجات وتأثيرها على الهوية الثقافية والإنتاج الإعلامي. وقد أكد المتحدثون أن اللغة العربية، بفصحاها ولهجاتها، تمتلك القدرة على التفاعل بفعالية مع تقنيات العصر الرقمي، مما يدعم إبداع المحتوى ويعزز الهوية الثقافية العربية في فضاء الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

النماذج اللغوية والذكاء الاصطناعي: مستقبل المحتوى العربي الرقمي

في جلسة «النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) بالعربية: هل يمكن للذكاء الاصطناعي مجاراة لغة الضاد؟»، ناقشت خبراء مثل نور الحسن، د. حكيم حسيد، ود. أندرو جاكسون التحديات التي تواجه تطوير النماذج اللغوية الكبيرة باللغة العربية، إضافة إلى الفرص المتاحة لإثراء المحتوى الرقمي. وأكدت الجلسة ضرورة توسيع البيانات العربية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة النماذج، وطرحت دور الخبرة البشرية في الحفاظ على الفروق الثقافية والتأكد من جودة المحتوى المُنتج. كما تناول النقاش أهمية هذه النماذج في إعادة تشكيل قطاع المحتوى العربي ويُعتبر لها دور محوري في توسيع آفاق الذكاء الاصطناعي عالمياً مع مساهمات المبتكرين في المنطقة.

  • جلسة الكتب الصوتية تستعرض فرص السوق العربية وتعزز من تجربة المستمع العربي عبر منصات الهواتف المحمولة.
  • مناظرات أدبية تطرح نقاشات عميقة حول العلاقة بين الذائقة الشعبية والنقد الأكاديمي في الأدب العربي الحديث.
  • مقاربات رقمية متقدمة لإبراز أهمية التراث والكتب القديمة عبر التقنيات الحديثة لإعادة اكتشاف التاريخ والثقافة.
  • ورش عمل متخصصة تسلط الضوء على بناء القدرات المهنية في مجالات المحتوى والذكاء الاصطناعي والسرد القصصي.

جمع كونغرس العربية والصناعات الإبداعية بين الأصالة والتجديد، مؤكداً أن أبوظبي أصبحت منصة متكاملة تجمع بين الثقافة والاقتصاد واللغة والتكنولوجيا، في إطار يدعم نجاح المحتوى الرقمي العربي ويطرح حلولاً مبتكرة لإثراء الاقتصاد الإبداعي المستقبلي. هذه الفعاليات تعكس طموحاً واضحاً نحو بناء منظومة مستدامة تعتمد على لغة الضاد وإبداعاتها في مواجهة تحديات العصر الرقمي.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.