ترامب يشير إلى احتمال توقيع صفقة جديدة مع الصين بشأن “تيك توك”

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين يخص تطبيق تيك توك، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب في الولايات المتحدة، مما يفتح آفاقًا جديدة لحل الخلافات القائمة حول مستقبل هذا التطبيق في السوق الأمريكية. جاء ذلك خلال تصريحاته عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث أكد أن المباحثات التجارية بين واشنطن وبكين تسير بشكل جيد، وأن الخلافات سوف تُحسم قريبًا.

مفاوضات تيك توك مع الصين والاستراتيجيات المستقبلية في الولايات المتحدة

سبق أن أعلن ترامب عن نيته حظر تطبيق تيك توك داخل الولايات المتحدة، مع تهديد بحذف التطبيق نهائيًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الصيني، مع تحديد مهلة نهائية لهذا الإجراء منتصف الأسبوع الحالي. تواجه شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، ضغوطًا كبيرة لنقل ملكية العمليات الأمريكية لمستثمرين محليين، باعتبار أن ذلك يضمن حماية البيانات الأمريكية وتقليل المخاطر الوطنية حسب السلطات الأمريكية. تتواصل المفاوضات المكثفة في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث يُنتظر أن تؤدي إلى تمديد موعد البيع الرسمي حتى 17 سبتمبر؛ وإلا ستُضطر الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراءات إغلاق التطبيق في السوق الأمريكية.

نمو تيك توك السريع وانتشاره في أوروبا رغم التحديات القانونية

يشهد تطبيق تيك توك ازديادًا ملحوظًا في عدد المستخدمين في القارة الأوروبية، حيث تجاوز العدد 200 مليون مستخدم نشط شهريًا، ما يمثل نحو ثلث سكان أوروبا، مقارنة بـ175 مليون مستخدم في العام الماضي؛ وهذا يعكس الانتشار السريع والثقة المتزايدة في المنصة الصينية. وأشار متحدث باسم تيك توك لوكالة “رويترز” إلى أن المستخدمين النشطين عالميًا يتجاوزون مليار مستخدم شهريًا، مما يؤكد تأثير التطبيق الكبير بالرغم من القيود والتحديات التنظيمية في العديد من الدول. ومع ذلك، لم يكن طريق نمو التطبيق سهلاً، فقد فرضت الهيئات الأوروبية المختصة بحماية البيانات غرامة مالية ضخمة على تيك توك بلغت 530 مليون يورو (حوالي 600 مليون دولار) في مايو الماضي، على خلفية مخالفات تتعلق بحماية خصوصية المستخدمين.

التحديات القانونية لتطبيق تيك توك في السوق العالمية ومدى تأثيرها

تشهد الأسواق العالمية لتطبيق تيك توك تحديات قانونية متزايدة، حيث تنظر محاكم مصر غدًا في دعوى قضائية تطالب بحجب التطبيق في البلاد، في خطوة مشابهة لما تحاول الولايات المتحدة تنفيذه سابقًا. هذه الخطوات تأتي في إطار الضغوط المتواصلة على منصة الفيديوهات القصيرة بسبب المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية للمستخدمين. وتواجه المنصة امتحانًا حقيقيًا في قدراتها على الالتزام بالقوانين المختلفة لكل دولة، الأمر الذي قد يؤثر بطريقة مباشرة على استراتيجيات توسعها العالمية. تبقى مسألة ملكية الأصول واستقلالية الإدارة من أهم متطلبات الحكومات لحماية بيانات شعوبها، خصوصًا في ظل المنافسات التجارية والتوترات السياسية القائمة.

يمكن القول إن مستقبل تيك توك يتقاطع مع عدد من القضايا المعقدة التي تتعلق بملكية البيانات والأمن الوطني، مما يدفع الشركة لاستثمار جهود أكبر في التفاوض والتكيف مع المتطلبات القانونية العالمية؛ وهذا يعكس أهمية الموازنة بين توسع التطبيق واستجابته للضغوط السياسية والتنظيمية التي تحيط به.